مستشار أردوغان ينتقد تصريحات السعودية بشأن قتل خاشقجي

مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي
مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي

انتقد ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية (الرئيس رجب طيب أردوغان)، التصريحات السعودية حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي، ومحاكمة المتورطين في قتله.

جاء ذلك في حوار أجراه أقطاي مع الأناضول، تزامنًا مع الذكرى السنوية الثانية لمقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، داخل مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول.

وأشار أقطاي إلى أن الحادثة عبارة عن جريمة وقعت على الأراضي التركية، وضد شخص تحت الحماية التركية، مشددًا على أن أنقرة معنية بها بالدرجة الأولى.

وأردف: “هذه جريمة مرتكبة ضد تركيا، والمؤسسات التركية تنظر إليها من هذا المنظور”.

وفنّد أقطاي صحة الأطروحات السعودية التي تقول إن تركيا غير معنية بالجريمة، لكونها وقعت ضمن مبنى القنصلية التي تعدّ أرضًا سعودية.

وأضاف: “هذا أمر غير مقبول، خاشقجي قُتل إثر جريمة ارتكبتها بعثة دبلوماسية في مكان حصل على امتيازات دبلوماسية على الأراضي التركية، ومن ثمّ تركيا معنية بالجريمة بالدرجة الأولى”. 

وأفاد أن القنصلية العامة تفقد امتيازاتها الدبلوماسية عندما تكون مسرحًا لجريمة قتل إنسان، مستطردًا: “لا يمكنكم ارتكاب الجريمة التي تشاؤونها عبر القول إن ذلك المكان أرض سعودية”. 

وتطرق إلى دخول فريق تنظيف إلى مبنى القنصلية السعودية، في أعقاب وقوع الجريمة، وتنفيذه أعمال تنظيف في الداخل، موضِّحًا أن فريق التنظيف دخل مبنى القنصلية مصطحبًا معه كميات كبيرة من مواد التنظيف.

وتساءل: “من فريق التنظيف هذا؟ وما الذي نظَّفوه بالداخل؟ ولماذا لم يُسمح بدخول السلطات التركية إلى مبنى القنصلية منذ الأيام الأولى التي تلت وقوع الحادثة؟”.

وأضاف: “لنفترض جدلًا أن أحدا ما نفذ الجريمة عن طريق الخطأ دون المسؤول الرفيع (في الدولة السعودية)، هل يُعقل أن يقوموا بعمليات التنظيف دون علمهم أيضًا؟”.

وتساءل مستنكرًا: “في الوقت الذي سمع فيه القاصي والداني حول العالم بعملية التنظيف التي جرت داخل القنصلية، هل يُعقل ألا يسمع به ولي العهد السعودي؟ وفي حال سمع بعملية التنظيف، كيف يسمح للفريق بفعل هذا؟ كيف سمح لهذا الفريق (بدخول القنصلية) دون أن يسمح للسلطات التركية التي كانت ستدخل للكشف عن الحقائق بشكل عادل؟”.

واستبعد مستشار رئيس الرئيس التركي أن تجري عملية التنظيف داخل القنصلية دون علم السلطات السعودية أو ولي العهد، مردفًا “حتمًا هذه جريمة نفذت حتى النهاية، ضمن علم المسؤولين رفيعي المستوى في السعودية”.

وتوقّع أقطاي أن يكون فريق التنظيف قد دخل إلى مبنى القنصلية للقضاء على أدلة قتل خاشقجي.

واختتم بالإشارة إلى إطلاق منتدى الديمقراطية للعالم العربي الآن، والذي سعى خاشقجي لإطلاقه قبل فترة وجيزة من مقتله، مبينًا أن الأخير طلب منه دعم هذه الفكرة.

تركيا ضد قتلة خاشقجي وليست ضد السعودية

من جهته، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده تقف ضد قاتلي خاشقجي، وليس ضد الإدارة والشعب في السعودية.

جاء ذلك خلال مشاركته في اجتماع محرري وكالة الأناضول، حيث قال ردًا على شائعات حظر السعودية للمنتجات التركية، إنه وصلت إلى مسامعه أنباء كهذه لكنها ليست مؤكدة.

وأوضح أن المسؤولين السعوديين فندوا تلك الادعاءات، مضيفًا “لكننا ننتظر لنرى إن كان الحظر سيُفرض خلال الشهر الجاري”.

وأردف أن حظرًا كهذا في حال إقراره لا يتفق مع قوانين منظمة التجارة العالمية، والقانون التجاري الدولي.

ولفت إلى سعي بلاده لحل الخلاف على المستوى الثنائي، مشيرًا إلى أنها ستضطر لاتخاذ خطوات في حال عدم التوصل لاتفاق وفرض الحظر.

وشدد على أن بلاده لم تظهر أي عداء للسعودية خلال الفترة الماضية، وأن موقف بلاده كان واضحًا للغاية عقب مقتل خاشقجي.

وأكد “موقفنا هذا ليس ضد الإدارة والشعب في السعودية، إنما بسبب قاتلي خاشقجي وعدم تسليمهم للعدالة، وليس هناك أي موضوع آخر”.

وأشار إلى أنه يجب على السعودية وتركيا التعاون لمقابلة تطلعات الأمة الإسلامية بصفتهما من أقوى دول العالم الإسلامي.

وفي يوليو/ تموز الماضي، قررت محكمة تركية عقد الجلسة الثانية لمحاكمة قتلة خاشقجي في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بعد الموافقة على لائحة اتهام قدمت شكواها خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي، تطال 20 سعوديا، بتهم بينها التعذيب الوحشي والقتل والتحريض. 

وقررت محكمة تركية، في يوليو/ تموز الماضي، عقد الجلسة الثانية لمحاكمة قتلة خاشقجي في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بعد الموافقة على لائحة اتهام قدمت شكواها خديجة جنكيز (خطيبة خاشقجي) تطال 20 سعوديًا، بتهم بينها التعذيب الوحشي والقتل والتحريض.

اقرأ أيضًا:

تركيا: لائحة اتهام ثانية ضد 6 سعوديين بمقتل خاشقجي.. من هم؟

عمدة نيويورك يقاطع قمة سعودية لتزامنها مع ذكرى مقتل خاشقجي

كالامار: غوتيريش لم يكن شجاعا بقدر كاف في قضية خاشقجي

تركيا: الأحكام في قضية مقتل خاشقجي “لا تحقق العدالة”

تركيا تنتقد الحكم السعودي بقضية خاشقجي.. وكالامار: محاكاة هزلية للعدالة

مسؤول سعودي: القحطاني ليس مسجونا ويخضع للتحقيق بمنزله

في تراجع عن أحكام الإعدام.. السعودية تسدل الستار على قتل خاشقجي

مراسلون بلا حدود: أحكام خاشقجي لم تحترم العدالة الدولية

تغيير اسم شارع السفارة السعودية بهولندا إلى “خاشقجي”

وسائل الإعلام العالمية: شبح خاشقجي يطارد السعودية بعد عام على مقتله

ذكرى خاشقجي.. مطالبات بالكشف عن اتصالات ترمب مع المسؤولين السعوديين

خديجة جنكيز: السعودية تحاول حجب المسؤولين الحقيقيين عن اغتيال خاشقجي

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر