وسط ترقب حذر وتشديدات أمنية: تواصل المظاهرات في مصر ودعوات تتعالى للتغيير

مصر شهدت قبل عام احتجاجات تطالب بإسقاط السيسي

تواصلت المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لليوم الثاني على التوالي.

وانطلقت مظاهرة محدودة ظهر اليوم في مدينة بورسعيد (شمال) في حين تحول ميدان الأربعين بمحافظة السويس لثكنة عسكرية تحسبا لأية مظاهرات.

وردد المتظاهرون -أثناء مرورهم بشارع الثلاثيني (أحد الشوارع الرئيسية في بورسعيد) – هتافات مناوئة للرئيس السيسي منها “ارحل ياسيسي.. ارحل يعني امشي”.

وقال شهود عيان إن المظاهرة لم تستمر فترة طويلة حفاظا على سلامة المشاركين.

هدوء حذر
  • شهدت مصر، عصر السبت، هدوءا حذرا، مع تشديدات أمنية كبيرة بميدان التحرير، وسط العاصمة القاهرة، الذي شهد مظاهرات، الجمعة، في احتجاج نادر ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
  • وسط هذا الهدوء، طالب الحزب المصري الديمقراطي (يسار)، في بيان ثان اليوم، بتدشين “إصلاح سياسي شامل”، يتضمن الإفراج عن المعتقلين السياسيين، بعد بيان سابق طالب بإطلاق سراح محتجي 20 من سبتمبر/ أيلول الجاري.
  • قالت حركة “الاشتراكيون الثوريون”، في بيان اليوم، يتمسك بتغيير النظام إن “صفحة الرعب قد طُويَت، ورحيل السيسي لم يعد حلمًا بعيد المنال بل أقرب من أي وقت مضى”.
  • نقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية بيانا لـ “تنسيقة شباب الأحزاب والسياسيين” (تضم في أغلبها قوى مؤيدة للنظام) أفاد بأنها “تؤكد على ضرورة تحصين الدولة المصرية من أي مخططات هدامة أو شائعات مغرضة بدعم الجهود لاستكمال عملية التنمية السياسية”.
  • أكدت أن ذلك “يسهم في المزيد من فتح المجال العام، والاستماع لكل الآراء السلمية”، مشككة في صحة ما تم بثه بقنوات معارضة ومواقع التواصل، أمس، من احتجاج بميدان التحرير وعدة مدن.
تواجد أمني مكثف وسط العاصمة المصرية القاهرة (غيتي)
حصيلة الاعتقالات
  • فيما لم تكشف وزارة الداخلية المصرية عن وجود توقيفات جراء احتجاجات، الجمعة، قالت المفوضية المصرية للحقوق والحريات (غير حكومية بمصر) إنه “تم رصد 8 حالات بمدينة المنصورة و20 بمدينة المحلة (بدلتا النيل/شمال)، و16 في العاصمة القاهرة ومدينة الإسكندرية (شمال) في احتجاجات 20 سبتمبر/ أيلول”، وسط أحاديث غير مؤكدة عن توقيفات شملت مدنا أخرى.
  • قالت مصادر حقوقية إنه جرى اعتقال 102 من المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء أمس الجمعة قرب ميداني التحرير ورمسيس بوسط القاهرة، في حين لم يسقط قتلى بالمظاهرات.
  • اقتادت الشرطة المتظاهرين الموقوفين لقسم شرطة الأزبكية، وهو الأكبر بوسط القاهرة، تمهيدا لتوزيعهم، وفي الصباح الباكر جرى ترحيل المعتقلين بحسب مناطقهم الجغرافية.
  • أودعت الشرطة النسبة الكبرى من المعتقلين بمعسكر الأمن المركزي بمنطقة الجبل الأحمر، وهم المنتمون لمنطقة القاهرة الكبرى، بينما جرى تسليم الباقين لمديريات الأمن بالمحافظات بحسب توزيعهم الجغرافي المثبت في هوياتهم.
  • قال شهود عيان بميدان التحرير أمس إن الشرطة تعاملت مع المظاهرات أمس بعنف محسوب في البداية، إذ اندس أفراد أمن بزي مدني وسط المتظاهرين ليقوموا بعد ذلك برش سائل على وجه المتظاهر لإصابته بالارتباك وشل قدرته على الحركة، ومن ثم حمله لداخل عربات الترحيلات الموجودة بالجوار.
  • قال الحقوقي المصري، محمد الباقر، في تدوينة بصفحته عبر “فيسبوك”، السبت، إن “أعداد المعتقلين داخل معسكر السلام ومعسكر الجبل الأحمر (يتبعان الجهات الأمنية بالقاهرة) كبيرة جداً، تم فرز جزء منهم فجر اليوم وأطلق سراحهم، والباقي لم يتم التصرف معهم”.
تصدر وسم ميدان التحرير
  • في وقت سابق اليوم، تصدر وسم (هاشتاغ) معارض باسم “ميدان التحرير”، قائمة الأعلى تداولا على “تويتر”، السبت، بجانب صورة نقلها مغردون تظهر إسقاط لافتة تحمل صورة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء احتجاج في دمياط شمالي البلاد.
  • واصل الهاشتاغ المعارض، “ميدان التحرير” التصدر بأكثر من مليون و140 ألف تغريدة ومشاركة تشمل عبارات أغلبها مناهضة للسيسي.
  • لا تزال حسابات مؤيدة ومعارضة تشعل منصة “تويتر”، بعضها يدعو للاحتجاج بالميادين، وينقل بكثافة صورة إسقاط لافتة السيسي في مدينة دمياط، إثر احتجاج معارض مساء الجمعة، والأخرى تؤكد ثقتها في الرئيس وتحذر من الفوضى.

ووسط ترقب حذر في مصر وتواجد أمني كبير بعد الاحتجاج ضده بـ “ميدان التحرير” (وسط القاهرة)، وصل السيسي، نيويورك، صباح السبت بالتوقيت المحلي.

ووفق وكالة الأنباء المصرية الرسمية، نظم العديد من أبناء الجالية بالولايات المتحدة عقب وصول السيسي وقفة تأييد له وترحيب، مقابل وقفة مناهضة نقلتها قنوات معارضة وناشطون بمنصات التواصل.

دعوة لمواصلة الاحتجاج
  • في الوقت الذي لم تصدر الصحف المملوكة للدولة الصادرة، السبت، لاسيما “الأهرام” وكذلك الخاصة، أي تعليق على احتجاجات الجمعة، دعا سياسيون ومعارضون في الخارج إلى استمرار الاحتجاج داخل البلاد.

  • من أبرزهم “محمد علي” الفنان والمقاول السابق الداعي للاحتجاجات، والقانوني الوزير السابق محمد محسوب، ومكتب جماعة “الإخوان المسلمين” في الخارج.
  • عبر حسابه على تويتر، قال أستاذ العلوم السياسية بمصر، حسن نافعة، أحد أبرز وجوه الحركة الوطنية للتغيير التي ساهمت في إسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك، إن المحتجين أصدروا رسالة للسيسي مفادها “سقط القناع ولم تعد أهلا للثقة”.
  • استطرد نافعة المتواجد داخل مصر متسائلا: “هل سيستخلص السيسي معناها (الرسالة) الصحيح ويتصرف على أساسه؟”.

دعوات حقوقية باحترام حق التظاهر
  • في السياق نفسه، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية النظام المصري، إلى احترام حق التظاهر السلمي، مؤكدةً في بيان أن “العالم يراقب”.
  • طالب المنظمة الحقوقية، السلطات بـ “أن تُفرج فورا عمّن تعرضوا للتوقيف لمجرد ممارسة حقوقهم” أثناء احتجاجات الجمعة.
  • لم يتسن الحصول على تعليق فوري من الداخلية بشأن ما ذكرته “هيومن رايتس”، لكن السلطات عادةً ما تتهم المنظمة بـ “ترويج أكاذيب”.
احتجاجات 20 من سبتمبر/أيلول
  • شهدت مصر مساء الجمعة، احتجاجات في “ميدان التحرير” الذي احتضن ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وسط إقرار من المعارضة والإعلامي المقرب من النظام عمرو أديب بذلك.
  • نقل ناشطون عبر منصات التواصل، مقاطع فيديو قالت إنها احتجاجات شملت بخلاف التحرير و”ميدان طلعت حرب” الشهيرين وسط القاهرة، مدينة المحلة العمالية الشهيرة والشرقية والمنصورة وكفر الشيخ ودمياط والإسكندرية والبحيرة (شمال) والسويس (شمال شرق).
  • ردت صحف وقنوات مؤيدة للنظام وحسابات بمنصات التواصل مؤيدة للسيسي، بالقول إن تلك الفيديوهات مفبركة والتظاهرات سابقة منذ سنوات ولا تظاهرات حالية.
  • قبل أن يعود البعض الآخر ويؤكد وجود التظاهرات للاحتفال بفوز نادي الأهلي بكأس السوبر المحلي، الجمعة، وليس للتظاهر ضد الرئيس، وأن أصوات هتافات معارضة تم تركيبها بديلا عن صوت الاحتفال.
  • أقرّ عمرو أديب، الإعلامي المقرب من النظام عبر برنامجه “الحكاية” على قناة “إم بي سي” المصرية الجمعة، بخروج تظاهرة محدودة للغاية هتفت ضد الرئيس لدقائق، مشيرا إلى وجود توقيفات جراء الاحتجاج، ولم تعلن الداخلية عنها حتى الآن.

كانت دعوات خرجت للتظاهر مساء الجمعة ضد السيسي، عقب مباراة كأس السوبر المحلية، ولم تعلق السلطات على ما أثير من انتشار الاحتجاج في أكثر من مدينة بمصر، أو وجود توقيفات، أو موقفها من الدعوات الجديدة لاستمرار التظاهر.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات