كوسوفو تسعى لإعادة دمج أسر مسلحي تنظيم الدولة العائدين للبلاد

تحاول بعض العائلات الأخرى التأقلم مع فقدان أبنائها وبناتها الذين لقوا حتفهم في سوريا
تحاول بعض العائلات الأخرى التأقلم مع فقدان أبنائها وبناتها الذين لقوا حتفهم في سوريا

تسعى السلطات في كوسوفو إلى إعادة دمج العشرات من أسر مسلحي تنظيم الدولة الذين أعيدوا إلى البلاد بعد سقوط أبرز معاقل التنظيم في العراق وسوريا. 

التفاصيل:
  • في أبريل/نيسان نقلت طائرة عسكرية أمريكية 110 من مواطني كوسوفو، معظمهم من النساء والأطفال، من معسكر الهول للنازحين شمال شرق سوريا إلى بلادهم.
  • كان هؤلاء من بين آلاف النازحين الذين لجأوا للمخيم الواقع بمحافظة الحسكة بعد سقوط مدينة البوغاز، آخر معاقل تنظيم الدولة في سوريا.
  • على خلاف الدول الأوربية الأخرى، التي رفضت إعادة مواطنيها من سوريا أو سحبت الجنسية منهم، كانت لدى حكومة كوسوفو بالفعل خطة لإعادة مواطنيها من ساحة المعركة.
  • أصبحت هذه الخطة ممكنة بمساعدة من الجيش الأمريكي وقوات سوريا الديمقراطية.
  • نحو 400 من أبناء كوسوفو، من بينهم نساء وأطفال، سافروا إلى سوريا في السنوات الخمس الأخيرة.
  • معظم هؤلاء كانوا من الرجال الذين انضموا للقتال مع تنظيم الدولة وجلبوا زوجاتهم وأطفالهم معهم.
  • لا يزال هناك ما يقرب من 100 من المقاتلين والنساء والأطفال في سوريا، وفقا لمسؤولي حكومة كوسوفو، بينما قتل نحو 120 على مدار سنوات الحرب في سوريا. 
  • عندما بدأ تنظيم الدولة يفقد الأراضي التي سيطر عليها في عام 2017، بدأت حكومة كوسوفو تستعد لإعادة مواطنيها إلى ديارهم، وتقديم المساعدة الطبية والعلاج النفسي والاستشارات والسكن والخدمات الاجتماعية والتعليم الخاص وإعادة دمجهم.
  • السفارة الأمريكية في بريشتينا قالت في بيان لدى عودة إحدى هذه المجموعات إن “كوسوفو تقدم للمجتمع الدولي وأعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة مثالا يحتذى به”.

 “هؤلاء أبناؤنا”:
  • فاتوس ماكولي، المنسق الوطني الجديد لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وهي دائرة تابعة لمكتب رئيس الوزراء، قال: “هؤلاء هم أبناء شعبنا الذين كانوا حتى عام 2004/5 معتدلين وعلمانيين مثل كل مجتمعنا، ثم أصيبوا بهذه الأيديولوجية التي تم استيرادها من الشرق الأوسط، وأعتقد أنه لا يزال هناك الكثير من القواسم المشتركة – التقاليد والثقافة واللغة والخلفية والتاريخ والعديد من الجوانب، أعتقد أنها تجعل عملية إعادة الإدماج وإعادة التأهيل أسهل مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى”.
  • فالبونا تافيلاج، وهي طبيبة نفسية مشاركة في برنامج الحكومة لإعادة التأهيل وإعادة دمج النساء والأطفال، قالت: “من جلسات العلاج النفسي الأولية التي أجريناها مع الأطفال ومع النساء، يمكنك بالطبع أن ترى علامات اضطراب ما بعد الصدمة. عادة يمكن ملاحظة العلامات الأولى للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بعد ستة أشهر وقد تستغرق ما يصل إلى خمس سنوات. ستكون هذه عملية طويلة يتعين علينا التعامل معها”. 
لورا حسيني:
  • لورا حسيني أم لأربعة أطفال من ذوي العيون الخضراء، كانت طفلة عندما اندلعت الحرب في كوسوفو في ربيع عام 1999، وهو الصراع الذي أجبرها هي وأسرتها على الفرار إلى مقدونيا المجاورة بحثا عن ملجأ.
  • بعد خمسة عشر عاما، وجدت لورا نفسها في خضم حرب أخرى على بعد آلاف الأميال، تتنقل خلالها ما بين معاقل تنظيم الدولة في سوريا والعراق، من الرقة إلى الموصل.
  • اليوم تخضع لورا (25 عامًا) للإقامة الجبرية لمدة ثلاثة أشهر في منزل والديها في مدينة فيريزاج، ثالث أكبر مدن كوسوفو، بعدما عادت من سوريا إلى كوسوفو في أبريل/نيسان مع ولديها وابنتيها ضمن مجموعة من 32 امرأة و 74 طفلا على متن طائرة عسكرية أمريكية طارت مباشرة من سوريا إلى كوسوفو.
  • كان على متن الطائرة أيضا أربعة مقاتلين من الذكور جرى القبض عليهم على الفور في مطار بريشتينا.
  • نجت لورا بالكاد من معركة الباغوز قبل نقلها إلى معسكر يديره الأكراد.
  • لا يزال وجه ابنتها يحمل آثار الجروح الناجمة عن انفجار وقع في البلدة السورية في مارس/آذار.
  • كانت لورا قد سافرت إلى سوريا في عام 2014 مع زوجها وابنيها، لكن زوجها قتل في حلب بعد ثلاثة أشهر من وصولها إلى منطقة الحرب.
  • تقول الأرملة الشابة إنها أُجبرت على الزواج من مقاتل آخر، وهو ألباني أنجبت منه طفلة، لكنه قتل هو الآخر بعد وقت قصير من ولادة ابنته، لتتزوج لورا من مقاتل ثالث  أنجبت منه ابنة أخرى العام الماضي.
  • استسلم زوجها الثالث خلال معركة الباغوز ولا يزال محتجزا في سجن سوري.
  • من منزل والديها وصفت لورا رحلتها بأنها كانت “قصة طويلة ومؤلمة…  لم أتخيل أبدا أن تحدث” وقالت إن عودتها إلى كوسوفو مع أطفالها “كان بمثابة حلم”.
  • رغم أن لورا تشعر بالامتنان للولايات المتحدة والحكومة الأمريكية لأنهم أعادوها إلى وطنها فإنها تؤكد عدم ارتباطها بالإرهاب وتقول: “أنا وأطفالي ضحايا”.
  • تقوم شرطة كوسوفو حاليا بالتحقيق مع لورا و31 امرأة أخرى وتقديم المساعدة القانونية لهم بشكل مجاني.
الأطفال أيضا ضحايا:
  • في أماكن أخرى من كوسوفو تحاول بعض العائلات الأخرى التأقلم مع فقدان أبنائها وبناتها الذين لقوا حتفهم في سوريا بينما تقوم العائلات برعاية أطفالهم اليتامى.
  • في قرية نائية في شرق كوسوفو، بالقرب من الحدود مع صربيا، يعتني ساجدين باشا (52 عاما) وزوجته شيرو (50 عاما) بحفيديهما عائشة (عامين) وعبد الله (4 سنوات) اللذين عادا في أبريل.
  • يقول باشا إن حفيده عبد الله كثيرا ما يسأل عن والدته ويجلس بالقرب من ملابس والده بسبب افتقاده لهما.
  • كان الأب أنيس قد قتل في 2017 بينما لحقت به الأم في مارس 2019 خلال معركة الباغوز.
  • يقول باشا متأثرا إنه لا يفهم سبب اصطحاب ابنه لأسرته إلى منطقة الحرب، مضيفا: “لم يكن ابني هكذا. لقد تغير سريعا جدا”.
سانجي محمدي (37 عاما)، وهي واحدة من الواعظات البارزات في كوسوفو
 تصحيح المفاهيم:
  • قالت الجمعية الإسلامية في كوسوفو، والتي تضم أئمة وخطباء، إنها مستعدة أيضا لتقديم الدعم اللازم لهؤلاء العائدين.
  • سانجي محمدي (37 عاما)، وهي واحدة من الواعظات البارزات في كوسوفو، قالت: “لم أكن أتخيل أنه سيأتي يوم على عملي كواعظة أتعامل فيه مع نساء يسيئون فهم الدين”.
  • أوضحت سانجي أنها ستقوم مع زميلة لها بالسفر في أنحاء البلاد للعمل مع النساء في بيوتهن وإيصال المفاهيم الصحيحة للدين، ووصفت هذا بأنه “مسؤولية استثنائية” كما دعت المجتمع إلى أن يكون “أكثر تفهما”.
المصدر : الجزيرة الإنجليزية