فورين بوليسي: أمريكا تحاول تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين

غاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب

تعمل إدارة الرئيس دونالد ترمب وبدعم من صهره ومستشاره جاريد كوشنر وأعضاء في الكونغرس، على إنهاء وضعية “لاجئ” لملايين الفلسطينيين من أجل وقف عمل وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (أونروا)

ونقلت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية، في عددها الصادر أمس الجمعة، عن مسؤولين أمريكيين وفلسطينيين (لم تكشف عنهم) أن تلك المساعي تهدف إلى إزاحة هذه القضية عن الطاولة في أي مفاوضات محتملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأشارت المجلة إلى أن هناك مشروعي قوانين اثنين على الأقل يتم طرحهما في الكونغرس حاليا من أجل دفع هذه المسألة.

وقالت المجلة إنها حصلت على رسائل بريد إلكتروني تداولها كوشنر مع مسؤولين بالإدارة الأمريكية، دعا فيها صراحة إلى “ضرورة وقف عمل الأونروا”.

وقال كوشنر، الذي عينه ترمب مبعوثا للسلام في الشرق الأوسط، في إحدى رسائله “هذه الوكالة تديم الوضع الراهن، وهي فاسدة، وغير فعالة ولا تساعد على السلام”.

كما نقلت المجلة عن مسؤولين فلسطينيين (لم تسمهم) أن كوشنر أثار قضية اللاجئين مع مسؤولين في الأردن خلال جولة له في المنطقة في يونيو/حزيران الماضي برفقة جيسون غرينبلات الممثل الخاص للمفاوضات الدولية بإدارة ترمب.

وقالت إن “كوشنر ضغط على الأردن خلال تلك الزيارة من أجل تجريد أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني من صفة اللجوء لكي تصبح الأونروا عديمة الفائدة”.

أمريكا تدرس طريقة لإنهاء عمل وكالة أونروا:

وفي ذات السياق، أفادت المجلة بأنها حصلت على رسالة بريد إلكتروني، أرسلتها “فيكتوريا كوتس” إحدى مستشاري غرينبلات البارزين، إلى فريق الأمن القومي بالبيت الأبيض، قالت فيها إن الإدارة الأمريكية “تدرس طريقة لإنهاء عمل الوكالة”.

وكتبت كوتس في رسالتها “يجب أن تبلور الأونروا خطة لتحل بها نفسها وتصبح جزءا من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بحلول عام 2019”.

وذكرت المجلة أن إدارة ترمب بمساعيها نحو وقف عمل أونروا “تهدف على ما يبدو إلى إعادة هيكلة شروط قضية اللاجئين الفلسطينيين لصالح إسرائيل، مثلما فعلت في ديسمبر/كانون الأول في قضية مهمة أخرى حين اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل”.

وقالت إن “الكثيرين من أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة يرون الأونروا كركيزة دولية هدفها الإبقاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين وإشعال الأمل فيهم بالعودة لوطنهم، في خطوة لا ترغب فيها إسرائيل”.

العضو الجمهوري بالكونغرس الأمريكي- دوغ لمبورن

ونقلت صحيفة (يسرائيل هيوم) في خبر نشرته قبل أيام، عن عضو في الكونغرس الأمريكي قوله إنه يسعى لسن قانون جديد يعتبر عدد اللاجئين الفلسطينيين أربعين ألفا فقط.

ويهدف العضو في مجلس النواب “داغ لمبورن” عن الحزب الجمهوري إلى تخفيض الدعم الأمريكي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، عن طريق حصر تعريف اللاجئ الفلسطيني بمن تشردوا خلال النكبة فقط واستثناء نسلهم من الأجيال اللاحقة.

وحسب يسرائيل هيوم تقول أونروا إن عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم هو 5 ملايين و200 ألف لاجئ، هم اللاجئون الأصليون وأبناؤهم وأحفادهم.

ويقول عضو الكونغرس إن خلفية القانون الجديد مرتبطة بالاختلاف في تعريف الأمم المتحدة بين اللاجئ الفلسطيني، وبين باقي اللاجئين في العالم الذين تتولى رعايتهم منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة غير أونروا، ويكمن الفرق حسب لمبورن في أن تعريف اللاجئ من غير الفلسطينيين ينحصر فقط في الجيل الأول، فيما تتوارث أجيال الفلسطينيين صفة اللجوء.

وفي هذا الصدد تقول يسرائيل هيوم إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد تكشف خلال أسابيع عن تقرير سري يتناول الأعداد الحقيقية للاجئين الفلسطينيين، وتنسب الصحيفة لمصادر في الكونغرس أن العدد سينحصر فقط في أربعين ألف لاجئ منذ حرب 1948، وهو رقم قليل جدا مقارنة بمعطيات أونروا.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في سطور:
  • تأسست وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
  • حتى نهاية 2014، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمس نحو 5.9 ملايين لاجئ، حسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء (حكومي).
  • تعاني الوكالة الأممية من أزمة مالية خانقة جراء تجميد واشنطن 300 مليون دولار من أصل مساعدتها البالغة 365 مليون دولار.
  • تقول الأمم المتحدة إن أونروا تحتاج 217 مليون دولار، محذرة من احتمال أن تضطر الوكالة لخفض برامجها بشكل حاد، والتي تتضمن مساعدات غذائية ودوائية.
المصدر : الأناضول