“فقر الطائع وغنى العاصي”.. ما حكمة الله في توزيع الأرزاق؟ الشيخ الددو يجيب (فيديو)

يتعجب البعض من وجود بعض الدعاة إلى الله والملتزمين فقراء، وعلى الجانب الآخر يجد بعض المجاهرين بالمعصية أغنياء، ولا يفهم الحكمة من وراء ذلك.

ولتوضيح هذا الأمر، قال الداعية الإسلامي الشيخ محمد الحسن ولد الددو لبرنامج (أيام الله) على الجزيرة مباشر “هذا أمر الله جل جلاله، فالله سبحانه وتعالى يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الآخرة إلا لمن يحب، ولهذا قال سبحانه وتعالى {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} (الشورى: 20)”.

وأضاف “لذلك يفتح الله للكفار من الخزائن والأرزاق والتكنولوجيا والتقدم ما لا تصل الأمة الإسلامية بحذافيرها إلى عشر معشاره، لكن ليس معنى ذلك أنهم أحب إلى الله أو أقرب إليه، بل هذا ابتلاء وامتحان يمتحنهم الله به”.

واستشهد الددو بقول الله سبحانه {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} (الزخرف: 33-35).

وأوضح أن معنى “ولولا أن يكون الناس أمة واحدة” هذا خوف العولمة أن يكون الناس جميعًا ذوي حضارة واحدة، معاشهم واحد، ولغتهم واحدة، ودينهم واحد، ولباسهم واحد، وهذا الذي يريده العالم الآن “العولمة”.

وتابع “معنى العولمة أن تكون الشعوب المقهورة تابعة للشعوب القاهرة لها، ويكون المنهزم تابعًا لهازمه، مقلدًا له في لباسه وأكله وشربه وثقافته ولغته وعمله، وكل شيء حتى في دينه”.

واستطرد “هذا الخوف نعمة من الله على عباده المؤمنين، ولولا ذلك لفتح الله أبواب الدنيا للكفار أكثر من هذه الحال أضعافًا مضاعفة، لكنه سبحانه لم يشأ ذلك خشية الفتن على المؤمنين، فجعلها بين هؤلاء وهؤلاء، تجد المؤمن يجد رزقه، والكافر يجد رزقه، وقد يزاد هذا وقد ينقص هذا”.

وقال ضيف (أيام الله) إنه قد يمكث الإنسان يبذل جهدًا طويلًا 40 أو 50 سنة وهو مجتهد في تحصيل الرزق ويموت فقيرًا، وتجد آخر ما بذل إلا جهدًا يسيرًا فاستغنى في عدة أشهر أو سنة وأصبح من الأغنياء.

وختم بالقول “هذا يدلنا على أن الأمر ليس خبط عشواء، وإنما هو تقدير من الله عز وجل، وقسمة يقسمها سبحانه وتعالى”.

المصدر : الجزيرة مباشر