وجبة طعام مقابل صلاة على النبي.. مطعم في لبنان يطلق مبادرة خيرية للمحتاجين (فيديو)

أطلق مطعم في لبنان مبادرة خيرية لتوزيع الطعام بأسعار رمزية أو مجانا لمن لا يملكون المال، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

ولقي مطعم “البركة” الشعبي في مدينة طرابلس شمالي لبنان، رواجا كبيرا من طرف الزبائن الذين توافدوا عليه بكثافة، وقال صاحب المطعم إن الهدف من المشروع فعل الخير.

ويخيّر صاحب المشروع محمد نجيب قودات زبائنه بين دفع ثمن السندويش أو الصلاة على النبي، بينما يقدم الوجبة لعمال المنطقة الصناعية مقابل 20 ألف ليرة (1 دولار = 15 ألف ليرة)، أي أقل من سعرها الحقيقي بعشرة أضعاف.

وأوضح قودات لوكالة الأناضول أن الفكرة “وُلدت من رحم الأزمة الاقتصادية، في ظل غلاء فاحش للأسعار وخاصة الغذائية منها”.

ولفت إلى أن المبادرة بدأت في مارس/آذار الماضي “بسندويش بطاطا خلال أيام الأسبوع، والجمعة سندوتش نقانق، لأنه يوم مبارك”.

وقال قودات “المطعم يقدّم وجبة سريعة عبارة عن سندويش بطاطا وعصير وماء وقطعة حلوى، بسعر 20 ألف ليرة”.

وأضاف “نأخذ هذا المبلغ فقط حتى لا يحس العامل بأي إحراج، لأنه يعتبر نفسه غير فقير، ويتركها فقط لمن لا يملك المال”، وأشار إلى أن “هذا المبلغ الصغير يذهب إلى صندوق التبرعات التابع للمبادرة الخيرية”.

متبرعون بالخارج

وعن تمويل المبادرة، قال قودات “التكاليف تزداد يوميا، ولكن أهالي طرابلس في الخارج وخاصة في أستراليا يقفون إلى جانب أهلهم هنا، يتبرعون دائما ويدعمون المشروع”.

ولفت إلى أنه “يوجد أيضا متبرعون وأصحاب أيادٍ بيضاء في لبنان يدعمون المطعم بالمال والزيت وبعض الحاجيات التي تدخل في تحضير الطعام”.

واستطرد “يأتي إلى المطعم في اليوم نحو 150 إلى 170 شخصا لتناول الطعام، أغلبهم من عمال المدينة الصناعية، والبعض منهم من خارج الحي”.

وأشار قودات إلى أن المطعم “مستمر في تقديم الطعام والوجبات طالما يد الخير مستمرة بالتبرع من داخل البلد وخارجه”.

أثر الخير

ورحّب أحمد النجار، أحد زبائن المطعم، عامل في المدينة الصناعية، بالفكرة في ظل الغلاء الفاحش الحاصل، حيث “لا يستطيع أي شخص شراء سندويش من أي مطعم، طالما سعره يتخطى أجرة عامل في اليوم”.

وشكر النجار القائمين على المشروع الخيّر، وخاصة أنهم يعرفون غلاء الطعام بالأسواق في هذه الأيام، وأثرها على الفقراء، قائلا “هذا المشروع رائع، يعطيك بأقل من تكلفته”.

ومنذ 2019، يعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شحّ في المواد الاستهلاكية وأبرزها الوقود والأدوية، إلى جانب هبوط حاد في القدرة الشرائية.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر