إطلاق حملة لقاح ضد الكوليرا في الشمال السوري (فيديو)
أطلقت مديرية الصحة في الشمال السوري، الثلاثاء، حملة تطعيم ضد وباء الكوليرا، تستهدف المناطق الأكثر تأثرا بأضرار الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا، وتلك التي كانت تعاني ضعف البنية التحتية.
وستنطلق الحملة من الأماكن الأكثر ازدحاما والأضعف على مستوى الإمدادات الصحية، بحسب القائمين عليها.
وقال الدكتور زهير قراط مدير صحة إدلب للجزيرة مباشر، إن الحملة جاءت استجابة لانتشار المرض في عدد من مناطق شمال غرب سوريا، حيث ظهرت الحالة الأولى في سبتمبر/ أيلول العام الماضي، ثم بدأ المرض التزايد هناك.
وعن تأخر استجابة منظمة الصحة العالمية، قال قراط إن اللقاح وصل إلى سوريا قبل شهر، إلا أن وقوع الزلزال وتأخر وصول بعض اللوجستيات والمتطلبات التشغيلية للحملة أدى إلى تأخرها.
عاجل | المنسق الأممي الإنساني المؤقت لـ #سوريا: لدينا 1.6 مليون جرعة لقاح كوليرا ونحتاج المزيد بعد #الزلزال في سوريا
— الجزيرة مباشر الآن (@ajmurgent) February 8, 2023
وأوضحت مديرية الصحة في مؤتمر صحفي، أن الحملة ستتم من بيت إلى بيت عن طريق 1471 فريقا يتكون كل منها من متطوع ومتطوعة يزورون المنازل والأسواق والمساجد والمدارس لتلقيح كل من هم في سن ما فوق سنة، ويُقدر عددهم بمليون و700 ألف شخص، وهو ما يمثل 30% من سكان شمال غرب سوريا.
ويتجاوز عدد سكان المخيمات مليون و300 ألف نسمة يعيشون في شروط صحية سيئة بسبب ضعف البنية التحتية وانكشاف قنوات الصرف الصحي بعد الزلزال وتجمع النازحين بكثافة في الخيام وشرب مياه غير صالحة.
وتجري الحملة التي انطلقت اليوم وتستمر 10 أيام بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونسيف، وتعمل المديرية على استجلاب كميات إضافية لاستهداف كافة مناطق شمال غرب سوريا، بعد أن تغير تقييم الخطورة بالنسبة لوباء الكوليرا بسبب النزوح وتأثر البنية التحتية جراء الزلزال.
وقال مسؤول من مديرية الصحة، إن اللقاح حلقة من سلسلة محاربة وباء الكوليرا، وتشكل الوقاية الشخصية ونظافة مياه الشرب وغسل اليدين والمأكولات النيئة الحلقة الأهم.
ارتفاع أعداد وفيات مرض #الكوليرا في شمال غربي #سوريا إلى 22 وفاة، والمصابين إلى 568 حالة، بحسب الجهات الطبية، فيما يزيد دمار البنية التحتية وخطوط المياه والصرف الصحي بعد الزلزال من احتمالية تفشي المرض، فرقنا تكثف أعمال الاستجابة الطارئة والإصحاح، إضافة للتوعية.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/zjoLCsWizE
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 28, 2023
وفي وقت سابق، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” أن مناطق الشمال السوري تواجه خطر تفشي وباء الكوليرا، وأن المياه الملوثة والنقص الحاد في الاستجابة الإنسانية وأسبابًا أخرى تهدد بانتشار المرض في جميع أرجاء سوريا، مؤكدة أن وصول الأهالي إلى ما يكفيهم من المياه النظيفة لا يزال يمثل مشكلة مقلقة.
وقالت منظمة الأمم المتحدة، قبل أسابيع، إن مرض الكوليرا تفشى في معظم أرجاء سوريا، حيث أصاب 13 محافظة من أصل 14 محافظة في البلاد، مضيفة أن قدرات الاختبار المحدودة والنظام الصحي المختل إلى حد كبير يصعّب عملية التأكد من عدد الحالات، لكنه يقدر بأنه أعلى بكثير من الإحصائيات المعلن عنها.
وفي 10 سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الصحة السورية عن تفشي وباء الكوليرا. وحتى الأول من الشهر الجاري، سجلت منظمة الصحة العالمية 81 حالة وفاة بسبب الكوليرا في سوريا وأكثر من 24 ألف حالة مشتبه فيها. وانتشرت الكوليرا منذ ذلك الحين إلى لبنان، الذي يعاني أزمات عديدة.
وفي 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعربت “منتديات المنظمات غير الحكومية”، التي تمثل أكثر من 150 منظمة إنسانية، عن قلقها من الانتشار السريع للكوليرا في جميع أنحاء سوريا، ودعت إلى “وصول إمدادات وموظفي الإغاثة الإنسانية بلا قيود لمواجهة تفشي المرض ولجميع الاحتياجات الإنسانية في سوريا”.
وبحسب بيان لمنظمة هيومن رايتس ووتش، أدت أكثر من 10 سنوات من النزاع إلى تدمير البنية التحتية في سوريا وخدماتها المدنية بما فيها مرافق الرعاية الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء. وتقدر الأمم المتحدة أن ثلثَي محطات معالجة المياه في سوريا، ونصف محطات الضخ وثلث أبراج المياه في سوريا تضررت منذ عام 2011.
وأدت عوامل عدة إلى أزمة مياه حادة في شمال شرق سوريا بشكل ملحوظ منذ أواخر عام 2020، بينها انخفاض مستويات المياه المتدفقة إلى سوريا من نهر الفرات الذي يعتمد على مائه أكثر من 5 ملايين شخص في سوريا بشكل مباشر. كما قد يؤدي التركيز العالي للملوثات في المياه إلى انتشار الأمراض.