دراسة تكشف استقطاب تيك توك للبالغين الأمريكيين في حين تسعى الحكومة إلى حظره

منصة تيك توك تُنافس نتفليكس في الولايات المتحدة (رويترز)

كشف تقرير لشركة (إنسايدر إنتيليجنس) أن منصة تيك توك تُنافس نتفليكس في الولايات المتحدة، بعد أن تفوقت على مواقع يوتيوب وتويتر وإنستغرام وفيسبوك.

وبينما وافقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، الأربعاء، على منح الرئيس جو بايدن السلطة لحظر تطبيق تيك توك، وصل التقرير إلى أن البالغين يقضون وقتًا أطول عليه.

وأفاد التقرير المنشور، أمس الخميس، أن المنصة المملوكة لمجموعة “بايت دانس” الصينية التي سبق أن استقطبت المراهقين، أصبحت أيضًا موضع اهتمام واسع من البالغين الذين أقبلوا على متابعتها خصوصا خلال مرحلة الجائحة.

وأوضح التقرير أن “مستخدمي تيك توك الذين تراوح أعمارهم بين 25 و54 عاما يقضون أكثر من 45 دقيقة يوميًّا في متابعة التطبيق، أي أكثر بكثير من الوقت الذي يقضونه في متابعة شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى”.

وبيّنت دراسة عالمية حديثة سنة 2022 أن القصّر يمضون في المعدل ساعة و47 دقيقة يوميًّا على تيك توك.

ويتوقع “إنسايدر إنتيليجنس” أن يمضي مستخدمو تيك توك الذين تزيد أعمارهم على 18 عاما أكثر من 58 دقيقة يوميًّا في المتوسط، في متابعة التطبيق سنة 2024، وهو معدل أقل من نتفليكس (62 دقيقة) وأكثر من يوتيوب (48.7 دقيقة).

ولاحظت الشركة أن جهود الشبكات الاجتماعية الأمريكية لمنافسة خدمة مقاطع الفيديو القصيرة من تيك توك لم تحقق النتائج المرجوة منها.

وذهب التقرير إلى أن “مشاهدي نتفليكس غالبا ما يتابعون تيك توك أثناء مشاهدتهم منصة الأفلام والمسلسلات”، ونبّه التقرير المعلنين إلى أن “انتباه بعض المشاهدين قد يتشتت مع ظهور الإعلانات إلى درجة التوقف عن مشاهدة البرنامج”.

نفى التطبيق جميع التهم الموجهة إليه بالتجسس (غيتي)

مثير للقلق

وتُبيّن هذه البيانات الإحصائية الأهمية التي أصبح هذا التطبيق يتمتع بها في الولايات المتحدة، حيث يتجاوز عدد مستخدميه 100 مليون، بحسب ما يؤكده التقرير.

لكنّ ارتباط الشبكة بشركة “بايت دانس” يثير قلق كثير من النواب الأمريكيين الذين يخشون أن تستخدمه بكين للحصول على بيانات سرية أو للتأثير في الرأي العام.

وأمر البيت الأبيض، الاثنين الماضي، الوكالات الفدرالية بأن تحظر “تيك توك” على هواتف موظفيها وأجهزتهم في غضون 30 يوما، ويتعين أن يوافق مجلسا الشيوخ والنواب معًا على مشروع القانون قبل إحالته إلى بايدن لحظر التطبيق كلّيًّا في الولايات المتحدة.

ودأبت تيك توك منذ سنوات على نفي الاتهامات الموجهة إلى المنصة، لكن التوتر بين البلدين وإسقاط بالون صيني يُعتقد أنه مخصص للتجسس مؤخرًا أثارا دعوات إلى الوقوف بحزم ضد الصين.

أعلام الصين تغطي شعارا لتطبيق تيك توك (رويترز)

من جهتها، قررت رئيسة البرلمان الأوربي روبرتا ميتسولا والأمين العام أليساندرو تشوكيتي حظر استخدام تيك توك على أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية ابتداءً من 20 مارس/ آذار الجاري.

وجاء في تعميم من المديرية العامة للابتكار والدعم التكنولوجي في البرلمان موجّه إلى 8 آلاف موظف في المؤسسة “في هذا التاريخ سيتم حظر الوصول إلى الشبكة الاجتماعية من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالبرلمان”.

وفتح تحقيق في الاتحاد الأوربي بشأن شركة بايت دانس، المالكة للتطبيق، من قبل الهيئة الإيرلندية لحماية الخصوصية للاشتباه في انتهاك قانون حماية البيانات في الاتحاد الأوربي في مجال معالجة البيانات الشخصية للأطفال ونقل البيانات إلى الصين.

وأقر منصة تيك توك في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بأن بعض الموظفين في الصين يمكنهم الوصول إلى بيانات المستخدمين الأوربيين، لكنها نفت بشدة سيطرة أو وصول الحكومة الصينية إلى بياناتها.

المصدر : الجزيرة مباشر