أسواق السودان تشهد ركودا والمواطنون يشكون غلاء الأسعار (فيديو)

يشكو مواطنون سودانيون معاناتهم في ظل غلاء شديد للأسعار تشهده الأسواق مع شهر رمضان المبارك، طال الاحتياجات الأساسية من لحوم وخضروات ومواد غذائية.

وانتقلت كاميرا الجزيرة مباشر إلى أحد أسواق العاصمة الخرطوم لرصد تغير أسعار المواد الأساسية وحركة البيع وإقبال المواطنين على الشراء.

وأفاد جزار سوداني بارتفاع مفاجئ وكبير لأسعار اللحوم قبل أسبوعين من بداية شهر رمضان، مشيرًا إلى أن السودان فتح المجال لتصدير اللحوم لعدد من الدول العربية، مما جعل السوق يعرف نُدرة.

وتابع المتحدث لكاميرا الجزيرة مباشر أن غلاء الأسعار انعكس على حركة البيع، وأن شهر رمضان يُعَد موسم بيع للجزارين إلا أنه يشهد ركودًا في هذه السنة.

ونفى بائع اللحوم أن يكون غلاء الأسعار مرتبطًا بجشع التجار، موضحًا أن الحكومة هي من تحدد الأسعار التي تبيع بها المواشي للجزارين الذين يشترونها بدورهم بثمن مرتفع.

ورأى بائع خضار في السوق الذي زارته كاميرا الجزيرة مباشر أن أسعار الخضروات مخفضة ومناسبة إلا أن الطاقة الشرائية للمواطن محدودة جدًّا، مما يجعله غير قادر على مواكبة السوق.

وأوضح البائع أن الأسواق تعاني ركودًا شديدًا خلال الأيام الجارية بسبب أزمة مالية يمر بها المواطن السوداني، مستدركًا أن الأسعار شهدت ارتفاعًا قبل رمضان وفي أيامه الأولى لكنها بدأت تعود إلى طبيعتها الآن.

وبدوره، قال بائع فواكه في سوق بمدينة الخرطوم، إن الأسعار شهدت ارتفاعًا في أول يوم من رمضان ثم بدأت بالنزول بعده، وأفاد بأن الإقبال متراجع هذه السنة مقارنة بالسنوات السابقة.

وقال التاجر للجزيرة مباشر إن الغلاء يقع عليهم أيضًا عند شراء السلع من أسواق الجملة، كما أن ارتفاع أسعارها يسبب ركودًا على مستوى الزبائن مما يجعل تاجر التجزئة في وضع صعب.

وتحدّث بائع مواد غذائية عن استغلال بعض التجار لغياب المراقبة من السلطات وجهل المواطن بأسعار السلع، لتوسيع هامش الربح.

وقال البائع إن الإقبال كان جيدًا في بداية شهر رمضان على المواد التي يحتاج إليها المواطن في الشهر الكريم، والتي تحتوي عليها “القفة الرمضانية” التي توزعها بعض الجمعيات على المواطنين.

وأفاد مواطن سوداني للجزيرة مباشر بأن الأسعار تختلف من سوق إلى آخر، وهو ما يبيّن عدم وجود رقابة حكومية على الأسعار، قائلًا إنه يشتري احتياجاته حسب قدرته ويكتفي بها عما زاد سعره.

ورأى المتحدث أن الأسعار أصبحت معقولة في الأيام الأخيرة، مقارنة ببداية شهر رمضان، بينما اعتبر تجار أن ارتفاع الأسعار في الأيام الأولى من الشهر سبب كسادًا.

ويعاني السودان أزمة اقتصادية متفاقمة منذ عام 2021، ودفعت التغييرات السياسية في 2019 حكومات الدول الغربية إلى قطع المساعدات المالية عن السودان.

ومنذ الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 وتداعياتها على أسعار الحبوب والوقود، لاحت أزمات غذاء في العالم لا سيما في بُلدان تعتمد في وارداتها بشكل أساسي على الدولتين المتنازعتين.

وتعرّض السودانيون في النصف الأول من 2022 لموجة قاسية من ارتفاع الأسعار شملت الوقود والكهرباء والسلع الأساسية الأخرى، وبلغ معدل التضخم نحو 200%.

وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت من أن أكثر من 18 مليون شخص -أي ما يقرب من نصف سكان السودان- سيعانون من الجوع الحاد بحلول سبتمبر/أيلول الماضي.

المصدر : الجزيرة مباشر