شاعر ليبي يتفوق على لجنة التحكيم خلال مسابقة في الإمارات (فيديو)

“ويعجبني في الذكريات سخاؤها.. أم سخاءَها.. أم سخائها؟”، سؤال انشغل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بالإجابة عنه، بعدما اعترضت لجنة تحكيم برنامج (أمير الشعراء) على إعراب الكلمة في قصيدة أحد المشاركين.

وأصرّت لجنة تحكيم البرنامج الإماراتي على أن إعراب المشارك الليبي عبد السلام سعيد أبو حجر خطأ، قبل أن يتبيّن أنه كان على حق.

وواصل الناقد الأدبي علي بن تميم استنكار إعراب المشارك لكلمة سخاء في البيت الشعري، وأكد له أنه على خطأ بينما أصر عبد السلام على قوله وحاول تعليله.

ويشغل علي بن تميم رئاسة مركز أبو ظبي للغة العربية.

وقبِل الناقد القصيدة مع إصراره على أن إعراب الكلمة خطأ، واتفقت معه على ذلك أستاذة النقد الأدبي الحديث في أكاديمية الفنون بالقاهرة، أماني فؤاد، بينما جاءت برأي ثالث وأسقطت اللوم في ذلك على المتسابق.

وقابَل عضو اللجنة الثالث، أستاذ السيميائيات وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط، محمد حجّو، الجدلَ بالضحك دون أن يعترض.

وأثار مقطع الفيديو جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ استنكر الناشطون بشدة هذه الهفوة من لجنة تحكيم يُنتظر أنها ضليعة في لغة الضاد.

ورأى الناشطون أن المتسابق الليبي تفوّق على لجنة التحكيم رغم محاولتهم تخطئته، وأشادوا بثقته في موقفه السليم الذي عبّر عنه بكل لباقة وثبات.

وفي محاولة للخروج من المأزق، قالت لجنة التحكيم إنها قامت بـ”اختبار أعصاب” للمتسابق، وقال بن تميم إنه “من الطبيعي امتحان قدرات الشاعر بأسئلة مختلفة، وما طلبناه منه لون من اختبار الأعصاب بعد إجازته للتثبت”.

وتابع عضو لجنة التحكيم “المسابقة امتحان لقدرات المتسابقين، ويبدو أنها نجحت في أن تكون امتحانًا لاختبار قدرات المتعالمين”.

ورأى الناشطون أن اللجنة كان بإمكانها الاعتذار عن الخطأ، بدل الإصرار على اختلاق الحجج، خصوصًا أن علي بن تميم أصر على رأيه إلى أن غادر المتسابق الأستوديو.

السجال اللغوي أثار ردود فعل واسعة على المنصات، إذ غرد أستاذ الأدب والبلاغة في جامعة الطائف الدكتور أحمد الهلالي “أفكر في خطأ لجنة أمير الشعراء من جهتين: إن اعترفوا بالخطأ، وإن تذرعوا باختبار الأعصاب لن يسلموا، وهنا تقع (غلطة الشاطر بعشرة)”.

وتابع “أعذر علي بن تميم، فكلنا نخطئ لكن لا أعذر اللجنة كلها، فإن كان الآخران يجهلان فتلك مصيبة، وإن كانا يجاملان فالمصيبة أعظم، وقد ضربا مصداقية اللجنة في مقتل”.

وكتب أستاذ اللغة واللسانيات المصري الدكتور سعد مصلوح “في مشهد حزين ألقى شاعر شاب قصيدة في برنامج مسابقات مشهور، ومن عجب أن لجنة العلماء المحكمين (وبين أعضائها عالمة تشتغل بالنقد) خطّأت الشاعر في معلوم من العربية  بالضرورة، واقترفت الإلحاد في النحو ثم أجاءته حياءً وقهرًا إلى التنازل عن صوابه، وهكذا يكون خطأ القوة صوابًا بالقوة”.

ورأى محمد المبارك أن “المشهد الحواري في برنامج أمير الشعراء جعل العالم العربي يعود إلى الشعر واللغة وإلى العصور المضيئة للسجالات الأدبية، ويذكرنا بلحن سيبويه ومواقف النحويين من الشعراء”.

وأضاف “أرى أن ردود الفعل تؤسس لحركة اجتماعية تعنى بتصحيح اللغة، وتنبه على الأخطاء، وتدافع عن وجه الصواب، شكرًا لجنة أمير الشعراء”.

واختار الشاعر الليبي عبد السلام أبو حجر أن يرد على كل هذا الجدل بقصيدة جديدة، وثقها في مقطع فيديو قال فيها:

“ولمّا تبارى الناسُ في فرضِ شهرتي على همزةٍ لمّا رفعتُ ذُراها

وقيّضَ لي ربّي عبادًا كثيرةً فأشكرُها من دونِ أن أتباهى
خرجتُ من الإشكالِ حتّى أريحَهم وخلَّيتُ عنها همزتي وبلاها
يؤرّقُني في الوقتِ يومي وبعده ويعجبُني في الذكرياتِ سخاها”.

وردّ عضو لجنة التحكيم علي بن تميم على مقطع عبد السلام بتغريدة قال فيها “عبد السلام أبو حجر صاحب فن وأدب، يؤكد ذلك ما كتبه شعرًا ونثرًا، كما أكده ترفّعه النبيل خلال المسابقة وبعدها”.

وتابع “لم يتاجر بالموقف، وترفّع بقصيدته عن تحويلها إلى حجر للقتال بل جعلها زهرة للجمال وجمرة للإبداع. فشكرًا له ولهمزته التي ندين لها بالكشف وإماطة اللثام عما يفهمه أصحاب الألباب”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل