لأنها استدعت ولي أمره.. تلميذ يطعن معلمته في الجزائر وغضب يسود المنصات (فيديو)

في واقعة سلطت الضوء على ظاهرة العنف داخل المدارس، تعرضت معلمة لعملية طعن من أحد تلاميذها في الصف الرابع متوسط، داخل مؤسسة تعليمية في منطقة باتنة شرقي الجزائر.

وكانت الأستاذة ريحانة بن الشية قد استدعت ولي أمر الطالب لإبلاغه ضرورة تقويم سلوك ولده داخل المدرسة، الأمر الذي أغضب التلميذ ودفعه إلى ترصد معلمته في فناء المدرسة، ثم اقترب منها عندما كانت بالقرب من الإدارة وهو يحمل بيده خنجرًا بمقبض خشبي، فطعنها في ظهرها ولاذ بالفرار.

وبينما تخضع المعلمة حاليًّا للرعاية الطبية المكثفة، أصدرت السلطة القضائية بالولاية بيانًا حول الحادث، وأفادت بتوقيف الطالب ووضعه قيد التحقيق للوقوف على الأسباب الحقيقية للجريمة.

وأثار الحادث غضبًا كبيرًا داخل الأوساط التعليمية، التي أدانت تصاعد ظاهرة العنف داخل المدارس، وحمّلت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ في بيان، العائلات المسؤولية عن تصرفات أبنائهم، وطالبت بمزيد من الحرص على “غرس القيم النبيلة والضامنة للسلوك القويم بعيدًا عن ممارسة العنف بكل أشكاله”.

وزار كل من وزير التربية الجزائري عبد الحكيم بلعابد ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو، المعلمة ريحانة بن الشية في المستشفى الجامعي بمدينة باتنة، للوقوف على حالتها الصحية والاطمئنان على سلامتها، وسط مطالبات بسنّ قوانين تعيد للمعلم قدسيته ومكانته بين صفوف الطلاب.

وانتقل الغضب إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى المغردون أن هذه الجريمة كشفت حجم الندوب التي خلفتها طعنات المنظومة التربوية في أجيال متلاحقة، وكشفت عن هشاشة دور الأسرة في تقويم سلوك الأبناء.

ولاحظ آخرون أن الخلل يكمن في المؤسسات التعليمية نفسها واهتمامها بجانب التحصيل الدراسي على حساب التربية وغرس القيم والأخلاق داخل نفوس الطلاب.

وفي عام 2021 طالبت نقابات قطاع التعليم والتربية، الحكومةَ -في أعقاب حادث الاعتداء على تسع معلمات- بإصدار قانون خاص يُجرّم الاعتداء اللفظي والجسدي على المعلمين والأساتذة، أسوة بقانون سابق صدر بداية العام نفسه، يحمي الأطقم الطبية.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل