بلا أبواب ولا نوافذ.. أطفال يمنيون يتحدون البرد في مدرسة دمرتها الحرب (فيديو)

عاد تلاميذ في مدينة تعز اليمنية إلى مدرستهم التي هُجّروا منها قبل 7 سنوات، ليجدوها صامدة وشاهدة على آثار القصف والدمار.

فصول تحولت إلى حطام وجدران أخرى تركت القنابل والرصاص آثارا عليها، ليصبح هذا المبنى شاهدًا على ما عاشته المدينة خلال سنوات الحرب.

يقول مدير مدرسة عقبة بن نافع، رياض أحمد نصر للجزيرة مباشر، إنهم هُجّروا من المدرسة في العام الدراسي 2014-2015 عندما بدأت الحرب في تعز.

وعبّر نصر عن مدى ارتباطه بالمكان الذي وجده على غير عهده، قائلا “تحسرنا على أشياء كثيرة وذكريات عشناها في هذه المدرسة”.

قرّر الطاقم التعليمي والتلاميذ العودة إلى مدرستهم مع العام الدراسي الحالي، متحدّين بذلك كل الظروف والصعاب.

يتحدى التلاميذ البرد القارس داخل فصول بلا أبواب ولا نوافذ، وقال نصر “عندما دخلنا المدرسة هذا العام كانت مدمرة بشكل كلي وأصبحت غير صالحة للتدريس”.

مدرسة واحدة على الأقل من بين كل 4 مدارس في اليمن تعرضت لتدمير أو أضرار جزئية (غيتي-أرشيفية)

بادر الطلبة يدا بيد مع عمّال مبادرة خيرية إلى تنظيف مدرستهم وترميم ما استطاعوا من دمارها للتمكن من العودة إلى مقاعدهم الدراسية.

وحاول عدد من المبادرات في المدينة إنقاذ المدرسة إلا أنها تحتاج إلى جهود أكبر، وقالت المعلمة كريمة الصامت للجزيرة مباشر، إن “المدرسة بحاجة إلى ترميم كامل”.

وتألمت المعلمة لما يعانيه الطلاب من وقع البرد الشديد على أجسادهم الضعيفة، وطالبت بإصلاح الأبواب والنوافذ.

وقال ماجد النجار، المسؤول المالي في مبادرة (إسناد المجتمع) للجزيرة مباشر، إن المبادرة تدخلت بشكل محدود حسب الإمكانيات المتوفرة لديها.

وقدّر النجار تدخلهم بنسبة 5% مما تحتاج إليه المدرسة حتى تصلح مجددا لاستقبال التلاميذ، في حين تمنى مدير المدرسة رياض أحمد نصر، أن يراها كما كانت وأفضل.

ضحايا الحرب

ويواجه اليمن أزمة تعليمية حادة، إذ إن هناك مليوني طفل خارج المدارس، وقد يرتفع هذا العدد إلى 6 ملايين طفل في المستقبل؛ لأن مدرسة واحدة على الأقل من بين كل 4 مدارس في اليمن دُمِّرت أو أُصيبت بأضرار شديدة.

وارتفعت أعداد ضحايا حرب اليمن من الأطفال إلى 11 ألفا بينهم أكثر من 3700 قتيل، في حين ازدادت أعداد الأطفال المجندين إلى حوالي 4000 بينهم 91 فتاة، حسبما أظهرت إحصاءات نشرتها الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وبعد 8 سنوات من النزاع على السلطة بين الحكومة والحوثيين، تواجه أفقر دول شبه الجزيرة العربية أكبر أزمة إنسانية في العالم، وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنّ الأطفال هم أكثر من يدفع الثمن.

ومنذ نحو 8 سنوات، يحتاج أكثر من 23.4 مليون شخص (من السكان البالغ عددهم 30 مليونا)، بينهم 12.9 مليون طفل، إلى مساعدة إنسانية وحماية.

ويعاني ما يقدر بنحو 2.2 مليون طفل في اليمن سوء تغذية، نحو 540 ألفا منهم دون سن الخامسة وهم يعانون سوء التغذية الحادّ.

كما يفتقر أكثر من 17.8 مليون شخص، بما في ذلك 9.2 ملايين طفل، إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة.

وتحتاج اليونيسف بشكل عاجل إلى 484.4 مليون دولار للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن عام 2023، وفقا للتقرير.

المصدر : الجزيرة مباشر