حجاج بيت الله الحرام يرمون “جمرة العقبة” في منى (فيديو)

منذ فجر يوم السبت -أول أيام عيد الأضحى- العاشر من ذي الحجة لعام 1443، تدفّق حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر مِنى لأداء نُسك رمي جمرة العقبة.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بتوافد الحجاج إلى مشعر مِنى مهللين مكبرين، مع بزوغ فجر السبت، قادمين من مزدلفة، حيث باتوا ليلتهم بعد أداء الركن الأعظم، الجمعة (9 ذي الحجة) بالوقوف بصعيد عرفات.

وعند وصولهم إلى مشعر مِنى، شرع الحجاج في رمي جمرة العقبة (الجمرة الكبرى) أقرب الجمرات إلى مكة بـ7 حصيات متتالية مكبرين أثناء الرمي، اتّباعًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ويبدأ وقت رمي الجمرات، في يوم عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة من زوال الشمس وهو وقت دخول صلاة الظهر، وينتهي بغروب الشمس. وقد أجازت بعض الفتاوى الرمي قبل الزوال وبعد الغروب حتى آخر الليل، عند اشتداد الزحام.

ومن النسك أن يرمي الحجاج الجمرة الكبرى، وهم يرتدون ملابس الإحرام في يوم النحر (أول أيام عيد الأضحى)، إذ إنه من واجبات الحج.

وأيام رمي الجمرات أربعة، أوّلها يوم النحر، وبعد رميها يتحلّل الحجاج من الإحرام التحلّل الأصغر، ثم يستمر الرمي في أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة).

ويعقب رمي الجمرة الكبرى، ذبح الهَدي (الأضاحي) للحاج المقرن والمتمتع، وتكون من الإبل أو البقر أو الغنم.

بعد ذلك يتحلل الحجّاج من الرجال بحلق الشعر أو تقصيره، وهو التحلّل الأول (الأصغر)، ويلبسون المخيط (الثياب المعتادة)، ثم يتوجّهون إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة والسعي، ويمكن أن يؤخّروهما ليكونا مع طواف الوداع.

ويأتي رمي الجمرات تذكيرًا للمسلمين بعداوة إبليس (الشيطان) الذي اعترض نبيّ الله إبراهيم وابنه إسماعيل في أماكن العقبات الثلاث، فيعرفون بذلك عداوته ويحذّرون من وساوسه.

ويقع مشعر مِنى داخل حدود الحرم بين مكة المكرمة ومزدلفة على بُعد 7 كيلومترات شمال شرقيّ المسجد الحرام، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، وتحدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسّر.

وفي الأيام الماضية أدّى نحو مليون حاج طواف القدوم بالمسجد الحرام في مكة المكرمة، وذلك لأول مرة منذ جائحة “كورونا”، حيث اقتصر الحج خلال العامين الماضيين على أعداد محدودة من داخل السعودية.

وأعلنت السلطات السعودية، في وقت سابق، أن نحو مليون مسلم يؤدون مناسك الحج هذا العام، منهم 850 ألفا من خارج المملكة.

ويقضي الحجّاج في مِنى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى).

ويمكن للمتعجل منهم اختصار النسك إلى يومين على أن يغادر مِنى قبل غروب شمس اليوم الثاني من أيام التشريق، ويتّجه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات