ضيوف الرحمن على صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم (فيديو)

يحرص العديد من الحجيج على الصعود إلى جبل الرحمة في صعيد عرفات (رويترز)

بدأ حجاج بيت الله الحرام مع شروق شمس اليوم الجمعة الموافق التاسع من ذي الحجة، أداء ركن الحج الأعظم بالوقوف على صعيد عرفات -على بُعد 12 كيلومترًا من مكة المكرمة- وذلك بعد قضائهم يوم التروية في مشعر منى بمكة المكرمة أمس.

ويحرص ضيوف الرحمن على القدوم إلى مسجد نمرة حيث بني فوق الموضع الذي خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع منتصف القرن الثاني الهجري، ويقع المسجد إلى الغرب من مشعر عرفات.

ويستمع الحجاج إلى خطبة عرفات ثم يصلون الظهر والعصر بأذان وإقامتين جمعًا وقصرًا اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم، ليشرعوا بعدها في الدعاء والتضرع إلى الله وسط أجواء إيمانية حتى غروب الشمس.

كما يحرص العديد من الحجيج على الصعود إلى جبل الرحمة في صعيد عرفات. ومع مغيب شمس يوم عرفات ينفر الحجاج إلى مزدلفة ثم يعودون إلى منى صبيحة اليوم العاشر (يوم النحر أول أيام عيد الأضحى) لرمي جمرة العقبة والنحر، ثم الحلق أو التقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.

ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج.

 

ومنذ الأربعاء، تحولت أنظار العالم الإسلامي إلى مكة المكرمة، حيث انطلقت رسميًّا أكبر مناسك للحج منذ تفشي جائحة كوفيد-19، وأدى مئات الآلاف من الحجاج طواف القدوم بالكعبة المشرفة في مكة المكرمة. وتبدأ مناسك الحج في اليوم الثامن من ذي الحجة وتستمر 5 أيام.

وسمحت السلطات السعودية لمليون مسلم تلقوا لقاحات مضادة لفيروس كورونا -بينهم 850 ألف حاج أتوا من الخارج- بأداء فريضة الحج هذا العام بعد عامين من تقليص الأعداد بشكل كبير بسبب الوباء.

وعادت شوارع مكة تعج بمئات الآلاف من الحجاج بملابس الإحرام البيضاء قبل انطلاق مناسك الحج هذا الأسبوع، وقد اختار كثيرون القيام بالطواف قبل الموعد الرسمي لبدء المناسك، وفضّل غالبيتهم عدم وضع الكمامات مع أن السلطات قالت إنها إلزامية داخل المسجد الحرام.

تغيير موعد تبديل كسوة الكعبة

وللمرة الأولى أعلنت السعودية عن تغيير موعد تبديل كسوة الكعبة وهو تقليد سنوي يحظى بمكانة خاصة ويُجرى عشية يوم عرفة (مساء يوم التروية من كل عام).

وقبل أيام أعلنت رئاسة شؤون الحرمين عن جاهزية الكسوة الجديدة للكعبة المشرفة، وقالت “ستشهد مراسم تسليم كسوة الكعبة المشرفة هذا العام انتقالا نوعيا في موسم الحج الحالي”، كاشفًا أن تسليم كسوة الكعبة المشرفة ستُجرى في يوم عيد الأضحى المبارك الموافق للعاشر من شهر ذي الحجة للعام 1443 هـ، وستكون مراسم تبديل الكسوة الجديدة في غرة شهر الله المحرم 1444 هـ.

وقد ظلت كسوة البيت الحرام ذات رمزية خاصة عبر التاريخ. ويتم تجهيز كسوة الكعبة سنويًا في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة الذي يعمل فيه قرابة 200 صانع وإداري.

وتُحاك كسوة الكعبة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود ويزدان بآيات قرآنية وزخارف إسلامية مطرّزة تطريزًا بارزًا بالخيوط الذهبية.

ويبلغ ارتفاع الكسوة 14 مترًا ويوجد في الثلث الأعلى منها حزام عرضه 95 سنتيمترًا وطوله 47 مترًا. وتوجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل، ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه “يا حي يا قيوم”، “يا رحمن يا رحيم”، “الحمد الله رب العالمين”.

وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع وهي مصنوعة من الحرير بارتفاع 6.5 أمتار وبعرض 3.5 أمتار مكتوب عليها آيات قرآنية، ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات