لعلاقات أكثر انسجاما.. دراسة تكشف دور “رائحة الجسم” في تكوين الصداقات

حاسة الشم قد تلعب دورًا أكبر في التفاعلات الاجتماعية البشرية (شترستوك)

أفادت دراسة نشرتها مجلة (ساينس ديلي)، الاثنين، أن الناس قد يميلون إلى تكوين صداقات مع أشخاص لديهم نفس رائحة الجسم.

ووصل الباحثون من (معهد وايزمان للعلوم) إلى أنه يمكن التنبؤ بالانسجام مع الغرباء من خلال الشم، وتشير النتائج إلى أن الحاسة قد تلعب دورًا أكبر في التفاعلات الاجتماعية البشرية.

ووجدت الدراسة أن الناس يميلون إلى تكوين صداقات مع أفراد لديهم نفس رائحة الجسم، وشبّهت الدراسة الأمر بما يحدث مع الكلاب التي تتمكن عن بعد من معرفة إذا كان الكلب القادم “صديقًا أم عدوًا”.

وأضافت أن الكلاب يشم بعضها بعضا بعناية قبل الترابط بينهما في اللعب أو “شن حرب”، موضحة أن الدور المهيمن الذي تلعبه حاسة الشم في التفاعلات الاجتماعية، وُثّق على نطاق واسع في جميع الثدييات الأرضية، باستثناء البشر.

ينجذب الشخص نحو أولئك الذين تشبه رائحتهم رائحته الخاصة (أرشيفية)

وافترضت طالبة الدراسات العليا إنبال رافريبي، في مختبر البروفيسور نعوم سوبيل في قسم علوم الدماغ في وايزمان، أن سبب ذلك هو عدم استخدام البشر لأنوفهم كما تفعل الحيوانات.

ووصلت رافيبي إلى أن البشر يشمُّون أنفسهم باستمرار، وإن كان معظمهم يقوم بذلك لا شعوريا، مضيفة أنه من المعروف أن الأشخاص يميلون إلى أن يصبحوا أصدقاء مع آخرين يشبهونهم في المظهر والخلفية والقيم.

وافترض رافريبي أنه إذا شمّ الشخص نفسه والآخرين، فقد يقوم بمقارنات لا شعورية، ثم ينجذب نحو أولئك الذين تشبه رائحتهم رائحته الخاصة.

ولاختبار فرضيتها، استعانت رافريبي بأصدقاء من نفس الجنس تشكلت صداقاتهم بسرعة كبيرة، وافترضت أن تكوّنها قبل التعارف المعمّق، قد يكون تأثر بشكل خاص بالسمات الفسيولوجية مثل رائحة الجسم.

وجمعت عينات من روائح أجسامهم وأجرت عليها التجارب، واستبعدت احتمال أن يكون تشابه الروائح بسبب تناول نفس أنواع الطعام أو أي تجارب تؤثر في رائحة الجسم.

الأفراد الذين لديهم تفاعلات أكثر إيجابية كانت رائحتهم أكثر تشابهًا (أرشيفية)

وفي تجربة أخرى طلبت من عدد من المتطوعين الذين كان بعضهم غريبا تمامًا عن بعض، الانخراط في تفاعلات اجتماعية دون تبادل أطراف الحديث.

وكشف التحليل أن الأفراد الذين لديهم تفاعلات أكثر إيجابية كانت رائحتهم أكثر تشابهًا، وعندما أدخلت رافريبي البيانات في نموذج حسابي، كانت قادرة على التنبؤ بدقة الأمر بنسبة 71%.

وخلصت رافريبي إلى أن هذه النتائج تشير إلى صحة الجملة المتداولة في العلاقات “توجد كيمياء”، لكن رئيس المعهد البروفيسور نعوم سوبيل شدد على أن ذلك “لا يعني أن نتصرف مثل الماعز” بل الأصح أن يعتمد البشر على إشارات أخرى أكثر هيمنة في اتخاذ قرارات العلاقات الاجتماعية.

المصدر : الجزيرة مباشر + ساينس ديلي