مسبار ناسا يكشف سرا مذهلا عن صوت في كوكب المريخ (فيديو)

المريخ برسفيرانس
هذا هو أول تسجيل صوتي ترسله مركبات استكشاف المريخ (رويترز)

كشف مسبار جوال تابع لوكالة ناسا الأمريكية سرًا مذهلًا يتعلّق بصوت في كوكب المريخ.

وهبط المسبار الجوال “برسيفرانس” قبل أكثر من عام بقليل على سطح الكوكب الأحمر، وما أن هبط المسبار حتى أرسل أول تسجيل صوتي في تاريخ الاستكشاف الفضائي للمريخ.

وأرسلت مركبات استكشاف الكوكب طوال 50 عامًا آلاف الصور إلى الأرض.

ويمكن للأذن البشرية سماع ترددات تلك الأصوات، ومن وراء هدير المركبة، أمكن سماع صوت عاصفة من الرياح في هذا التسجيل.

وبيّن هذا التسجيل الصوتي الأول وجود أمور لم تكن معروفة من قبل على المريخ، بحسب دراسة نشرتها مجلة “نيتشر” العلمية، الجمعة الماضي.

وبما أن المريخ يكون هادئًا جدًا في معظم الأوقات، تم تزويد المركبة بمصدرين لالتقاط الأصوات قبل إرساله إلى المريخ.

 

وتمكن الباحثون من قياس سرعة الصوت ميدانيًا، وبلغت 240 مترًا في الثانية، وهي أبطأ من سرعة الصوت على الأرض والتي تبلغ 340 مترًا في الثانية.

ومن غير المستغرب أن تكون سرعة الصوت أبطأ، نظرًا إلى تكوين الغلاف الجوي للمريخ، إذ يشكّل ثاني أكسيد الكربون 96%، في حين تبلغ نسبته 0.004% في الغلاف الجوي للأرض، بالإضافة إلى عوامل أخرى.

كما استفاد العلماء من عمل مروحية صغيرة ملازمة للمركبة، ومن طلقات الليزر التي وجّهتها إلى صخور المريخ لفحص تركيبها الكيميائي من خلال صوت اصطدامها بها.

وقال الباحثون إن هذه الطلقات وفّرت “مصدر صوت موضعية جدًا، على مسافة تراوح بين مترين وخمسة أمتار من هدفها، وكان معروفًا بالضبط توقيت إطلاقها”.

وهناك كانت المفاجأة، إذ بلغت سرعة صوت الليزر 250 مترًا في الثانية.

وقال سيلفستر موريس، المعد الرئيس للدراسة والمدير العلمي المشارك لأداة “سوبركام” التي يحملها الروبوت، وعليها ثبّت الميكروفون الذي صممته شركة في مدينة تولوز الفرنسية، إنه اعتقد في البداية أن “أحد القياسين قد لا يكون صحيحًا، إذ أن هناك سرعة صوت واحدة فحسب على كوكب الأرض، قرب السطح”.

ولكن حسب البيانات تبيّن وجود سرعتين للصوت على المريخ: واحدة للأصوات العالية الحدة (مثل الليزر)، والأخرى لتلك المنخفضة الحدة (مثل صوت المروحية).

وأضاف موريس، وهو عالِم فيزياء فلكية في معهد أبحاث الفيزياء الفلكية والكواكب في جامعة تولوز، “إن الصوت يضف بشكل أقوى على المريخ منه على الأرض، خصوصًا الصوت العالي الحدة الذي يتلاشى بسرعة كبيرة، حتى على مسافة قصيرة”، مما يؤدي، على سبيل المثال، إلى أن يجعل “المحادثة صعبة بين شخصين تفصل بينهما 5 أمتار فقط”

وأوضح موريس أنه لو حضر المرء حفلة موسيقية ستصل أصوات الموسيقى بالسرعة نفسها، سواء كانت منخفضة أو عالية. أما على المريخ، “إذا كنت بعيدًا قليلًا عن المسرح.. سيستغرق وصول الصوت مدة طويلة”.

المصدر : الفرنسية