إعصار “راي” في الفلبين يقتل عشرات الأشخاص ويسبب أضرارًا جسيمة (فيديو)

أحد ضحايا إعصار راي في مدينة سيبو بالفلبين في 17 ديسمبر 2021 (رويترز)

راح أكثر من 100 شخص في الفيليبين ضحايا إعصار (راي) وهو الأشد الذي ضرب البلد هذه السنة، وفق حصيلة رسمية صدرت، اليوم الأحد.

وتوزع فرق الإغاثة المياه والمواد الغذائية في الجزر المنكوبة، فيما أعلن حاكم جزيرة بوهول السياحية (وسط) آرثر ياب مصرع 72 شخصاً في مقاطعته، وفقًا لبيانات رؤساء البلديات.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول الإعلام في جزيرة (ديناجات ) جيفري كريسوستومو  أن 10 آخرين لقوا حتفهم.

ووصل عدد ضحايا الإعصار 108، وفقًا لأحدث حصيلة رسمية، ما يجعل (راي )أحد أعنف الأعاصير التي ضربت الفيليبين في السنوات الأخيرة.

ومن المرجح أن يرتفع العدد مع وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق المنكوبة.

أضرار جسيمة

وضرب الإعصار مصحوباً برياح بلغت سرعتها 195 كيلومتر في الساعة، وسط وجنوب الفيليبين يومي الخميس والجمعة، وأدى إلى اقتلاع أسقف المنازل ودمّر أبراج اتصالات وأسقط أعمدة كهرباء واقتلع أشجاراً، قبل أن يتوجه، السبت، نحو بحر الصين الجنوبي.

وأظهرت صور جوية نشرها الجيش دمارا كبيرا في المناطق التي اجتازها، واضطر أكثر من 300 ألف شخص إلى ترك منازلهم.

وانتشرت آلاف العناصر من الجيش والشرطة وخفر السواحل ورجال الإطفاء للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ في المناطق الأكثر تضرّراً.

وأحضرت سفن الجيش وخفر السواحل الماء والغذاء والدواء، كما وصلت آليات ثقيلة لتنظيف الطرق التي قُطعت عند سقوط أشجار وأعمدة كهربائية.

وأشار (ألبرتو بوكانيغرا)، مسؤول الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الفيليبين، إلى أن “الطريق سيكون طويلًا وصعبًا أمام السكان لإعادة البناء وتولي زمام أمورهم”.

ودعت المنظمة إلى جمع 20 مليون فرنك سويسري (19.3 مليون يورو) لتمويل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.

وقال حاكم جزيرة بوهول السياحية، إن التحليق فوق المناطق المنكوبة أظهر أن “السكان تضرروا بشدة جراء تدمير منازلهم وخسارة مزروعاتهم”.

وأضاف ياب أنه تم تزويد السكان بآلاف لترات المياه بعد أن تسبب انقطاع التيار الكهربائي في تعطيل محطات تعبئة المياه في الجزيرة.

20 عاصفة سنوياً

تعرضت جزر سيارغاو وديناغات ومينداناو لدمار كبير، وأظهرت لقطات جوية نشرها الجيش حجم الدمار الذي لحق بأنحاء واسعة من سيارغاو، مع اقتلاع سطوح منازل وتناثر الحطام، في وقت قصد الكثير من الفليبينيين الجزيرة لقضاء أعياد رأس السنة.

في جزيرة ديناغات، قال الحاكم (أريلين باغاو)، إن الأضرار “تعادل إن لم تكن أسوأ” من تلك التي سببها الإعصار هايان الفائق القوة عام 2013.

ويُعد الإعصار “هايان” أكثر الأعاصير فتكا في الفيليبين مع تسببه بمقتل وفقدان 7300 شخص في عام 2013.

ووصف كريسوستومو لمحطة إذاعة “دي زد بي بي” كيف “مزّق الإعصار أوديت (الاسم المحلي للاعصار راي) العاصمة، قطعة قطعة”، وزاد “تطايرت طاولات ثقيلة بفعل شدة العاصفة”.

في مدينة سوريغاو، في الطرف الشمالي من جزيرة مينداناو، تناثرت شظايا زجاج النوافذ المحطمة وألواح الأسقف وأسلاك الكهرباء وغيرها من الحطام في الشوارع.

وحمل راي أمطارا غزيرة واقتلع أشجارا وهدم الأبنية الخشبية، وقد وصل الأحد قبالة سواحل فيتنام وكان يتجه شمالا.

وحل الإعصار في وقت متأخر في الموسم، إذ تتشكل غالبية العواصف المدارية في المحيط الهادئ بين تموز/يوليو وتشرين الأول/أكتوبر.

ويحذر علماء منذ فترة من أن الأعاصير تزداد عنفا مع تزايد الاحترار المناخي الناجم عن نشاط الإنسان.

ويضرب الفيليبين، إحدى أضعف الدول في مواجهة التغير المناخي، سنويا حوالى 20 إعصارا تزرع الدمار في المساكن وتقضي على محاصيل وبنى تحتية في مناطق تعاني أصلا من الفقر.

المصدر : الفرنسية