للاصطدام به.. ناسا تطلق مركبة فضائية لتحويل كويكب عن مساره (فيديو)

صورة تخيلية للمهمة (ناسا)

تطلق وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بالتعاون مع جامعة (جونز هوبكنز) مركبة فضائية نهاية، نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في مهمة طموحة لتصطدم بكويكب بعد نحو عام من الآن لتحويله عن مساره.

ووصفت ناسا المهمة، التي تبلغ تكلفتها 330 مليون دولار، بأنها “دفاع كوكبي” وقالت إنها يمكن أن تقدم للبشرية حلا لتفادي اصطدام أي أجسام فضائية بكوكب الأرض مستقبلاً.

ويذكر هذا السيناريو بفيلم (أرماغيدون) الذي يتولى فيه الممثلان بروس ويليس وبن أفليك إنقاذ الأرض من كويكب ضخم في طريقه نحوها، لكن الأمر حقيقي هذه المرة.

وتندرج هذه المهمة في إطار التحضير لهذا الاحتمال، نظرا لعدم وجود كويكبات كبيرة معروفة موجودة في مسار تصادمي مع الأرض حاليا.

وقال ليندلي جونسون من قسم الدفاع الكوكبي في (ناسا) إن الهدف من هذه المهمة ألا يكون هناك اضطرار لاختبار هذه التقنية عندما يكون هناك كويكب في طريقه نحو الأرض.

ومن المقرر أن تقلع المركبة، التي أطلق عليها (دارت)، من ولاية كاليفورنيا على صاروخ (فالكون 9)، الذي تنتجه شركة (سبايس إكس) في 23 نوفمبر الجاري.

و”دارت” هي اختصار لعبارة “اختبار إعادة توجيه كويكب مزدوج”، كما تعني بالإنجليزية “السهم الصغير”.

ومن المقرر أن تصطدم المركبة الفضائية بهدفها، الواقع على بعد 11 مليون كيلومتر من الأرض، بعد عشرة أشهر.

وسيحدث الاصطدام في اللحظة التي يكون فيها الكويكب في أقرب مسافة له من الأرض.

ضربة صغيرة

والهدف مزدوج في الواقع، إذ هو عبارة عن كويكب كبير يحمل اسم (ديديموس)، والذي يبلغ قطره 780 مترا، أي ضعف ارتفاع برج إيفل.

ويدور حول الكويكب القمر (ديمورفوس) والذي يبلغ قطره 160 مترا، أي أطول من تمثال الحرية.

وسترتطم المركبة بهذا القمر بسرعة 24 ألف كيلومتر في الساعة، علما أنها أصغر منه بنحو مئة مرة.

وسيؤدي الاصطدام إلى تطاير أطنان من المواد.

وأوضحت نانسي تشابوت من مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز، التي تدير المهمة بالشراكة مع ناسا أن “هذا الاصطدام لن يدمر الكويكب، بل سيوجه إليه ضربة صغيرة”.

وحسب نانسي، من المفترض أن ينجم عن ذلك خفض مدار الكويكب الصغير حول الكويكب الكبير بنسبة “نحو 1%”.

وينفذ القمر (ديمورفوس) دورة كاملة حاليا حول الكويكب (ديديموس) في 11 ساعة و55 دقيقة بالضبط، وسيعيد العلماء قياس هذه الفترة بعد الاصطدام باستخدام التلسكوبات.

وتوقعت الباحثة إن تستغرق الدورة بعد ذلك “11 ساعة و45 دقيقة، أو شيئاً من هذا القبيل”.

ولا يعرف العلماء كم بالضبط ستبلغ هذه الفترة، وهذا تحديداً ما يريدون اكتشافه وهناك مجموعة عوامل ستؤثر في ذلك، منها زاوية الارتطام، وطابع سطح الكويكب وتكوينه أو حتى حجمه الدقيق، وكل ذلك غير معروف حتى الآن.

وقال آندي تشنغ من جامعة جونز هوبكنز إن هذا الاختبار سيتيح تكوين “فكرة عن مقدار القوة التي يستلزمها تحويل مسار كويكب عن مساره حتى لا يصيب الأرض”، مما قد يفيد “في حال اكتشاف كويكب يوما ما في مسار ارتطام بالأرض”.

وأوضح تشنغ أن هناك تغييرا طفيفا سيطرأ كذلك على المدار حول شمس الكويكب الكبير (ديديموس) بسبب علاقة الجاذبية بقمره، لكنه أشار إلى أن هذا التغيير “صغير جدا بحيث لا يمكن قياسه لذا فهي تجربة آمنة للغاية”.

وقبل عشرة أيام من الارتطام، ستطلق المركبة الرئيسية قمرا اصطناعيا صغيرا سيستخدم نظام الدفع الخاص به ليحرف مساره الخاص قليلاً.

وبعد ثلاث دقائق من الاصطدام، سيطير القمر الاصطناعي فوق (ديمورفوس) لمراقبة أثر الارتطام وربما الحفرة التي قد يكون أحدثها على سطح الكويكب.

ورأى ليندلي جونسون أن هذه التقنية في حال نجح الاختبار يمكن أن تكون جزءا من حلول عدة من أجل تحويل مسار كويكب.

وأشار -في هذا الإطار- إلى طرق عدة يمكن اللجوء إليها مثل استخدام قوة جاذبية مركبة طائرة قريبة من كويكب لفترة طويلة، أو استخدام الليزر.

لكنه اعتبر أن المفتاح يكمن أولا في تحديد التهديدات المحتملة وقال “تتمثل الإستراتيجية في العثور على هذه الأجسام ليس فقط قبل سنوات بل قبل عقود من حدوث أي خطر اصطدام بالأرض”.

ويوجد نحو 27 ألف كويكب معروف على مقربة من كوكب الأرض في الوقت الراهن.

ويعتبر كويكب (بينو) الذي يبلغ قطره 500 متر، أحد كويكبين تم تحديدهما في نظامنا الشمسي يشكلان أكبر خطر على الأرض، وفقًا لوكالة ناسا.

لكنّ نسبة خطر اصطدامهما بالأرض من الآن إلى سنة 2300 لا تتعدى 0.057 في المئة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات