“من الحب ما قتل”.. مأساة فتاة عراقية ابتلعها بحر المانش قبل لقاء خطيبها في بريطانيا

تحولت منصات مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء للمشاركة في نعي الشابة العراقية مريم نوري حمه الشهيرة باسم (باران) التي ابتلعها بحر المانش أثناء محاولتها الوصول إلى خطيبها في المملكة المتحدة على متن زورق يضم مهاجرين غير نظاميين.

وتحولت قصة حب الفتاة إلى مأساة حقيقية لاسيما وأن عائلتها لم تكن تعرف أنها ستتوجه إلى المملكة المتحدة بطريقة غير نظامية.

وقررت مريم الصعود على زورق يضم 27 شخصا غرق بأكمله في بحر المانش (بين فرنسا وبريطانيا) الأربعاء الماضي، بعد ما فشلت جميع محاولاتها للحصول على تأشيرة نظامية.

وكانت مريم من أولى الضحايا التي حددت هوياتهم فور انتشال جثث الغرقى.

ووفقا لتقارير صحفية، أجرت مريم مكالمة أخيرة مع خطيبها قبيل وفاتها وأخبرته خلالها بأن “القارب بدأ في الغرق وأنهم في انتظار مساعدة عاجلة من السلطات”.

بيد أن الوقت والقدر لم يمكناها من الوصول إلى بر الأمان ولقاء خطيبها وبدء حياة طالما حلمت بها.

ويعد الحادث أعلى حصيلة ضحايا في هذه المنطقة منذ تزايد عمليات العبور بدءا من 2018.

وأبلغ الخطيب عائلة مريم بالنبأ المفجع، حسبما أوضح (كافان عمر) ابن عم الراحلة.

وقال والدها السبعيني (نوري حمه أمين) في تصريحات صحفية من منزله “ليلة الحادث تحدثت معها وكانت سعيدة جدا ومرتاحة وتقيم بأحد الفنادق في فرنسا واستمر حديثنا حتى الثامنة والنصف صباحا”.

مراسم عزاء مريم نوري في بلدتها سوان بكردستان العراق (الفرنسية)

وأضاف “شخصيا لم أكن أعرف أنها ستذهب بالطرق غيرالنظامية. كانت تبحث عن حياة أفضل في بريطانيا، ولكن أصبحت للأسف طعاما للكائنات البحرية”.

يشار إلى أن مريم غادرت العراق بشكل رسمي قبل شهر تقريبا بعد حصولها على تأشيرة (شنغن) فتوجهت إلى إيطاليا ومنها إلى فرنسا حيث كانت آخر محطة لها قبل أن تفارق الحياة.

وتعد الرغبة في التمتع بحياة أفضل حلم الكثير من شباب العراق بسبب اضطراب الأوضاع السياسية والاقتصادية.

وقالت عائلة مريم إن الكثير من الشباب الراغبين في الهجرة “يلجأون إلى استدانة مبالغ كبيرة ودفع كل مدخراتهم آملين في حياة أفضل في دول أوربا”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات