شاهد: الأحجار النيزكية تجارة تجلب الثراء في الجنوب المغربي

يجوب صيادون من نوع خاص شعاب الصحراء في الجنوب المغربي آملين في العثور على قطع من الأحجار النيزكية المتساقطة من السماء، والتي تثير اهتمام العلماء وشغفّ الرحّل.

وتعد مناطق “أرفود وطاطا وزاكورة” بالجنوب المغربي قبلة للمئات من هواة هذه المغامرة، وبعض المتخصصين الأجانب، ويعود هذا الإقبال إلى خصوصيات طبيعية تسهل العثور على الأحجار النيزكية.

وتكمن أهمية هذه الأحجار المتساقطة من السماء للعلماء فيما تختزنه من أسرار حول تشكل النظام الشمسي قبل أربعة مليارات و500 مليون سنة، وظروف نشأة الأرض ومكوّناتها الجيولوجية، وتشير الإحصاءات إلى أن حجرا نيزكيا واحدا من أصل خمسة يعد ثمينا في هذا المجال.

ولهذه الأسباب وغيرها، ارتفع ثمن الأحجار النيزكية وباتت تجذب الصيادين كما الهواة والوسطاء، في ظلّ فراغ قانوني في المغرب يجعل القطع النيزكية ملكا لمن يعثر عليها، بخلاف بلدان أخرى تجعل ملكيتها للدولة.

ويمكن أن يصل ثمن تلك الآتية من المريخ إلى 10 آلاف درهم (900 يورو) للغرام الواحد، كما يقول أحد صيادي النيازك والذي يأمل أن يصبح ثريا من هذا العمل كما كان الحال مع أشخاص آخرين.

وأثار حجر نيزكي سمي “بلاك بيوتي” يزن سبعة كيلوغرامات سقط أخيرا في نواحي طاطا (أقصى الجنوب) شغف الرحّل، فقد بيعت أجزاؤه بما بين 500 إلى 1000 دولار للغرام الواحد.

ووصل الشغف ببعض الهواة إلى طلب إجازات من العمل والتفرّغ للبحث عن الحجر الثمين كما فعل عبد الرحمن الذي يقول “قضيت عشرين يوما في البحث لكن بدون جدوى (…) أعرف أن آخرين كسبوا مالا وفيرا ومنهم من باع حجرا مقابل 7500 درهم (حوالي 660 يورو) للغرام الواحد.

ويضيف وهو يغطي رأسه بوشاح أزرق “جميع الرحّل بدأوا يبحثون عن الأحجار النيزكية منذ العقد الماضي، وكثير منهم أصبحوا أغنياء” ويوضح أن البيع لا يجري في العلن، بل هو يتطلّب ثقة شخصية من المشتري بصيّاد الأحجار، أما ما يباع في الأسواق فليس ذا قيمة تذكر.

المصدر : مواقع فرنسية