شاهد: امرأة تقتحم تصليح السيارات في اليمن وتتحدى الحرب والتقاليد

ترتدي الشّابة اليمنية “داليا المقدّم” زيّ تقنيي تصليح السيارات وتنخرط في هذه المهنة التي تقتصر عادة على الرجال، متحدّية ظروف الحرب في بلدها وأيضا العوائق الاجتماعية.

وفي العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بات مرآب تصليح السيارات، حيث تتواجد داليا يوميا، ملاذا آمنا ليس فقط من ويلات الحرب، ولكن أيضا من أعين المجتمع المحافظ، لكن ما يصعّب عملها ليس النزاع المسلّح الذي يدمّر بلدها منذ سنوات بقدر ما هو الضغط الاجتماعي المُلقى على عاتق امرأة اختارت مهنة عادة ما تكون حكرا على الرجال.

وحظيت داليا بتأييد عائلتها وبدعم زملائها في جامعة صنعاء الذين درسوا إلى جانبها الهندسة الميكانيكية حتى تخرجها عام 2017. واليوم، باتت الشابة البالغة 24 عاما متدربة في مرآب تصليح السيارات، وتأمل في أن تحصل على وظيفة دائمة في هذا المجال.

وتقول داليا “كان هناك الكثير من المؤيدين، ولكن البعض الآخر رفضوا لأن هناك في اليمن من يظن أن أعمال الميكانيك والأعمال الشاقة الأخرى هي حكر على الرجال وغير مناسبة للنساء” لكن في المرآب، لا أحد ينظر إلى داليا بشكل مختلف عن بقية الزملاء الرجال.

وبين السيارات الموزعة في أرجاء القاعة المغلقة، تسير الشابة اليمنية بهدوء وقد ارتدت زيّ الميكانيكيين فوق ثوب أسود طويل، فتتفقد زيت محرك سيارة هنا، أو تحاول تحديد عطل عبر شاشة إلكترونية محمولة هناك.

أما الزبائن، فمنهم من بات معتادا على طريقة عملها ويفضل أن يتعامل معها كلما واجهت سيارته عطلا، ويقول المتعاملون مع مرآب داليا، إن الفتاة أثبتت أن هذه المهنة لم تعد حكرا على الرجال فقط، وأنها أتت بأفكار جديدة إلى العمل.

وفي حرب اليمن المتواصلة منذ سنوات بين القوات الحكومية والحوثيين، قتل أكثر من تسعة آلاف شخص وأصيب أكثر من 53 ألفا بجروح، كما تأثر الاقتصاد ودخل البلد الفقير في أزمة غذائية وصحية هي من بين الأكبر في العالم.

وبينما تحاول داليا أن تحمي نفسها من الحرب، فان هذه الشابة التي قد تكون الميكانيكية الوحيدة في هذا البلد، تخوض حربا من نوع آخر تتمثل في السعي للحصول على عمل دائم في المهنة التي تحب.

وأظهرت آخر الإحصاءات الرسمية في العام 2013 فجوة في التوازن بين الجنسين في عدة مجالات، وبينها التعليم العالي حيث إن هناك 185 رجلا يتلقون تعليمهم هذا في مقابل كل 100 امرأة.

لكن داليا على ثقة بأن نظرة المجتمع ستتغير يوما، وتقول “كلما تشرح لهم أكثر، كلما يعرفون أكثر عن الأمر ويصبحون من المؤيدين. هذا الأمر يحتاج إلى وقت”.

المصدر : مواقع فرنسية