دراسة: الطفولة البائسة تزيد الآلام المزمنة ومقاومة المسكنات بعد البلوغ

(رويترز)

أظهرت دراسة طبية جديدة أن الخبرات السيئة خلال فترة الطفولة، وعلى رأسها الإهمال، يمكن أن تزيد الآلام المزمنة، والآثار الجانبية الضارة، ومقاومة المسكنات الأفيونية مثل المورفين.

ونقلت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عن الدراسة التي أجراها مركز “الاتحاد ضد الألم” في جامعة داندي الاسكتلندية، أن الطفولة البائسة تزيد من احتمالات مضاعفة الآلام المزمنة، والآثار الجانبية الحادة للمسكنات الأفيونية بعد البلوغ، وهو الأمر الذي وجده العلماء خلال دراستهم التجريبية على الفئران، ولم تنتقل الدراسة بعد إلى مرحلة التجريب على البشر.

وكشفت الدراسة أن المسكنات الأفيونية، مثل المورفين، أثرت بشكل أقل فعالية على الفئران التي عانت خلال صغرها، مما قد يشرح أسباب معاناة البشر -الذين عانوا خبرات سلبية أو صدمات نفسية خلال طفولتهم- آلاما مزمنة، وميلهم إلى إدمان المخدرات الأفيونية مع صعوبة تأثير المسكنات الاعتيادية على آلامهم.

ويواصل التقرير أن كبير الباحثين في الدراسة، الأستاذ الجامعي تيم هايلز، قال “نعرف أن ما يحدث خلال الطفولة يمكن أن يؤدي إلى نتائج صحية سلبية متعددة خلال فترات الحياة التالية، والرابط الأكبر هو بين إدمان المخدرات من جانب، والصدمات النفسية أو الإهمال الذي يسبب تغييرات في تركيبة المخ من جانب آخر، لذا من غير المستغرب أن يؤثر ذلك أيضا في زيادة القابلية لمعاناة الآلام”.

ويواصل هايلز “نعتقد أن آليات التكيف المعدلة التي يسببها الإهمال في الطفولة، تعني أن بعض الأشخاص يصبحون أقل قدرة على مواجهة الألم، وربما أقل قدرة على الانتفاع بالمسكنات الأفيونية، بسبب ذكرياتهم السلبية”، مضيفا “أعتقد أن البحث سيكون له أثر مهم في تحديد كيفية حدوث هذا الأمر”.

ويشير التقرير إلى أن الآلام المزمنة تصيب الملايين حول العالم، خاصة من يعانون أمراضا في المفاصل أو السرطانات المختلفة وأمراضا أخرى، وهو ما يفرض تحديا على الأطباء لتوفير مسكنات صالحة لتحسين حياة المرضى، والأهم مواصلة البحث لمعرفة أسباب مناعتهم لبعض المسكنات، خاصة أن “المخدرات الأفيونية رغم دورها في تخفيف الآلام فإن لها آثارا جانبية سيئة، لكونها مخدرات ضارة” حسب ما يؤكد هايلز.

ويختم التقرير بقول هايلز “الإدمان أمر معقد ومتعدد العوامل، والفهم الأفضل لعملية ربط الخبرات السيئة في الطفولة بالألم المزمن، سيؤدي إلى تغييرات في مفهومنا لتقديم الوصفات الطبية الخاصة بالمسكنات”.

المصدر : الإندبندنت