دراسة تحذر من عودة “فيروس الزومبي” بسبب ذوبان القطب الشمالي

تغطي المناطق المتجمدة خُمس النصف الشمالي للكرة الأرضية (غيتي - أرشيفية)

قالت دراسة جديدة من جامعة (إيكس مرسيليا) في فرنسا إن الذوبان السريع للمناطق المتجمدة في القطب الشمالي قد تسبب إعادة إحياء المواد العضوية القديمة المحفوظة في طبقات التربة العميقة منذ آلاف السنين.

وحذر الفريق البحثي، تحت إشراف عالم الأحياء الدقيقة جان ماري كلافيري، من خروج فيروسات الزومبي المُعدية –كما أطلقت عليها الدراسة- الموجودة على عمق 16 مترا تحت الجليد، بعد ذوبان الأنهار الجليدية أو البقع نتيجة الاحتباس الحراري بعد 48 ألفا و500 عام من تجمدها.

وتغطي المناطق المتجمدة خُمس النصف الشمالي للكرة الأرضية، وهي بمثابة كبسولة زمنية. وتُعَد هذه المناطق تربة جيدة للتخزين، لبرودتها ولكونها بيئة خالية من الأكسجين لا يخترقها الضوء.

ويخشى العلماء نشاط الفيروسات بمجرد تعرضها للحرارة بعد أن ظلت خامدة لعشرات الآلاف من السنين، بسبب ارتفاع درجات الحرارة بالقطب الشمالي في الوقت الحالي بشكل أسرع 4 مرّات من بقية الكوكب، مما يضعف الطبقة العليا من التربة الصقيعية، ويعرّض صحة الحيوان والبشر للخطر.

واختبر عالم الأحياء جان ميشيل كلافيري، الأستاذ الفخري للطب وعلم الجينوم في كلية الطب بجامعة إيكس مرسيليا، عينات مأخوذة من التربة الصقيعية في سيبيريا لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على جزيئات فيروسية معدية.

وخلال بحثه عمّا يصفه بـ”فيروسات الزومبي”، وجد بعضا منها بالفعل، وأشار في بحثه إلى أن الفيروسات التي تصيب الأميبا ما زالت معدية بعد فترة طويلة من تجميدها، مما ينذر بوجود خطر أكبر.

ووفقا للتجارب المختبرية للدراسة، فإن الميكروب محل الدراسة يتفرع إلى 13 ميكروبا تم اكتشافها في 7 عينات، تصيب فقط كائنا مجهريا وحيد الخلية هو الأميبا حتى الآن.

وأفادت الدراسة بأن الفيروسات لن تشكل خطرا على البشر أو أي كائن آخر، إلا في حالة تطورها، لكنها حتى الآن في حالة سُبات حيوي.

وحذر كلافيري، المؤلف الرئيسي للدراسة، من أن ينظر الناس إلى بحثه على أنه “فضول علمي”، فلا يحترسوا من احتمال عودة الفيروسات القديمة إلى الحياة.

وشدّد الباحث على أنها تُمثل تهديدا خطيرا للصحة العامة في حال حدوث أي تغيرات بيئية لحالة هذا الميكروب، مما يؤدي إلى نشاطه نتيجة أي ظروف معاكسة كضوء الأشعة فوق البنفسجية والأكسجين والحرارة.

وأكد فريق الدراسة أن الأمر قد يصبح خطرا داهما إذا أُخِذ في الاعتبار أن ربع نصف الكرة الشمالي من الكوكب تقريبا يتكون من أراضٍ متجمدة بشكل دائم.

المصدر : الجزيرة مباشر