التايمز: الأهرامات في خطر بسبب الطرق السريعة الجديدة في مصر

صورة لأبو الهول أمام الأهرامات (غيتي - أرشيفية)

حذر تقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية، السبت، من الخطر المحدق بالأهرامات في مصر جراء شبكة الطرق التي يشقها النظام المصري بالقرب من هضبة الأهرامات غربي العاصمة القاهرة.

وقال التقرير “في البداية كانت الصحراء، ثم مقابر القاهرة التاريخية، مدينة الموتى، والآن يهدد إصرار الرئيس المصري على إنشاء شبكة طرق حديثة الأهرامات”، مضيفا أن هناك 3 طرق على الأقل تم شقها في ما يُعرف بمنطقة الأهرامات في الجيزة، التي تضم الأهرامات الثلاثة وعلى رأسها هرم خوفو، المَعلم الوحيد القائم من عجائب الدنيا السبع القديمة”.

ويوضح التقرير أن هذه الطرق دفعت الخبراء الأثريين والمختصين بالحفاظ على البيئة إلى التحذير من مخاطرها على استقرار هضبة الأهرام بأسرها، لأن إنشاء خرسانات إسمنتية فوق المناطق غير المستكشفة أثريا بعد، يهدد بتآكل الآثار، وكشف مناطق أثرية كاملة، وتعريضها للسرقة والنهب، على حد وصف التقرير.

ويكشف التقرير أن أحدث طريق هو طريق الكابلات، الذي يعبر منطقة الأهرامات، شمال أبو رواش، قرب حطام هرم ريجيديف رع، وينقل عن المهندس المختص بشؤون الآثار المصرية وأساليب بنائها فرانك مونييه قوله “الأساس الأثري لهرم ريجيديف تم تمزيقه إربا إربا، بما يتخطى إمكانية ترميمه، بسبب الطريق الجديد”.

ويواصل التقرير “جاء الرئيس السيسي إلى السلطة بخطط طموحة لتحديث مصر، بما في ذلك بناء عاصمة إدارية جديدة في قلب الصحراء شرق القاهرة، وشق الطرق الجديدة في قلب العاصمة التي تحولت إلى متاهة”، مضيفا أن أول طريق شق هضبة الهرم تم بناؤه عام 2020، على بعد نحو 2.5 كيلومتر فقط جنوب الأهرامات، والطريق الثاني يمر عبر منطقة سقارة، بين هرم زوسر المدرج وهرم دهشور الأحمر، وكل طريق يتكون من 8 مسارات.

العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (رويترز)

ونقل التقرير عن أستاذ علم المصريات باسم الشماع قوله “لو صحت الخريطة فإننا بصدد كارثة حضارية، فأي نشاط بشري في منطقة أثرية يسبب لها الضرر، ونحن نتحدث عن ضرر ليس فقط للآثار التي تم اكتشافها، بل أيضا للآثار غير المكتشفة بعد في المنطقة”.

وعرج التقرير على انتقال المصريين عبر التاريخ من دفن موتاهم غرب النيل، إلى ما يُعرف بمدينة الموتي، في المقابر الواقعة على سفح جبل المقطم شرقي القاهرة، مضيفا أن منطقة الأهرامات تمتد على مساحة تفوق 35 كيلومترا بداية من أبو رواش في الشمال حتى دهشور جنوبا، بينما تمتد حدودها الشرقية حتى وادي النيل، وليس لدى علماء الآثار أي تقديرات دقيقة لحدودها الغربية، ناقلا عن مونييه قوله “قبل عدة سنوات طالبت بتأسيس مهمة استكشافية للبحث في هرم ريجيديف، لكن للأسف الأمر قد فات الآن”.

وذكر التقرير “شرع السيسي في تطوير شبكة الطرق المصرية التي يبلغ طولها نحو 24600 كيلومتر بداية من عام 2014، وتضم 2173 مشروعا للنقل، بتكلفة تتجاوز 1.5 مليار جنيه مصري على مدار 10 سنوات، وتعتقد الحكومة أن تطويرا اقتصاديا واجتماعيا تحتاج إليه البلاد كثيرا، سيأتي نتيجة لشبكة الطرق”.

ونقل التقرير عن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر مصطفى الوزيري قوله إن وزارة الآثار قامت بمسح المناطق التي أقيمت فوقها الطرق قبل البدء في شقها، مضيفا “عمليات المسح باستخدام أجهزة الاستشعار وجميع الوسائل المتاحة تم إجراؤها ولم نعثر على شيء، ولو كنا اكتشفنا أي آثار لم نكن لنبدأ بشق الطرق، فهل يتصور أحد أننا كنا لنسمح بأي شيء يضر آثارنا؟ الطريق الجديد بعيد تماما عن الطريق الصاعد إلى هرم ريجيديف”.

وختم التقرير ناقلا قول مدير مركز التراث العالمي في هيئة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (يونسكو) لازار إيلوندو أسومو “خبراؤنا يراقبون الموقف عن قرب، للتأكد من أن مصر ملتزمة كليا بالوفاء بتعهداتها بصفتها دولة عضوا في المعاهدة الدولية للحفاظ على التراث العالمي والمواقع الأثرية”، مضيفا أن الحفاظ على التراث الإنساني والأثري في مواجهة التحضر البشري والمشروعات الخاصة بالبنية التحتية، يمثل تحديا للعالم بأسره.

المصدر : صحيفة التايمز