في لقاء حصري مع الجزيرة مباشر.. وزير الطاقة التركي: نسعى لتحويل بلادنا إلى مركز رئيسي للطاقة في أوربا

قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، إن بلاده تسعى لأن تكون مركزًا رئيسيًا للطاقة في أوربا، مؤكدًا أن بلاده وصلت في مجال الطاقة لمرحلة لا يمكن مقارنتها بما كانت عليه قبل 30 عامًا.

وأضاف دونماز، خلال لقاء حصري مع الجزيرة مباشر، أنه قبل 20 عامًا كانت الطاقة في تركيا مرتبطة بالخارج، وكانت البلاد تعاني من انقطاع التيار الكهربائي يوميا لمدة ساعتين أو ثلاثة، بينما الآن تستفيد نحو 80% من المناطق السكنية في تركيا من الغاز الطبيعي، وتجاوزت تركيا تلك المرحلة الصعبة، واستطاعت أن تعزز موارد الطاقة وتنوعها.

وأوضح أن تركيا أصبحت من حيث إمكانيات تخزين الغاز، ربما تتبوأ المركز الأول في أوربا، مشيرًا إلى أن تركيا كانت تملك في السابق محطة تسييل غاز متحركة، وحاليًا أصبحت تملك 5 محطات وبعضها متحركة.

وأكد أن الخطوات التي اتخذتها تركيا سابقًا في مجال الطاقة ساعدتها على تجاوز الأزمة العالمية للطاقة التي تشهدها الآن.

وأصبحت تركيا، وفقًا للوزير، تتصدر المركز الثالث في إنتاج وصناعة ألواح الطاقة الشمسية على مستوى العالم، كما أصبحت تصنع التوربينات الهوائية، لتنويع مصادر الطاقة.

وأكد أنه في ظل أزمة طاقة يعيشها العالم حاليًا، يمكن لتركيا أن تلعب دورًا مهمًا في تجاوز هذه الأزمة، عن طريق تخزين الطاقة وتوزيعها للعالم، مشيرًا لدور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التواصل المباشر مع رئيسي روسيا وأوكرانيا، وحل أزمة الحبوب وتوصيلها لجميع بلاد العالم.

كما أشار لموقع تركيا الجغرافي الاستراتيجي، وقربها من دول كثيرة منتجة للطاقة من جهة، وهي روسيا ودول الخليج وغيرها، ومن جهة أخرى السوق الغربي المستهلك، لافتًا إلى جودة البنية التحتية القادرة على إيصال الغاز إلى أوربا.

وقال “تركيا تعد من أكثر الدول استهلاكًا للغاز الطبيعي بنحو 60 مليار متر مكعب سنويًا، ولكننا نستطيع أن نضخ إلى منظومة الغاز حوالي 100 مليار متر مكعب، وهذا يعني زيادة 40 مليار زيادة عن حاجة تركيا، يمكن أن نحولها ونوزعها إلى أوربا”، لافتًا إلى عدم وجود أي مركز تجاري مشابه في شرق أوربا.

وحول قضية ترسيم الحدود البحرية مع مصر، قال دونماز “سبق وقدمنا اقتراحًا لمصر من أجل ترسيم الحدود البحرية المشتركة وفقًا لقانون البحار الدولي، وننتظر ردًا إيجابيًا في هذا الملف”، مشيرًا إلى حق الدولتين في الدخول في اتفاق ثنائي، لأنهما وفقًا لقانون البحار دولتان متجاورتان عبر السواحل والبحر.

وتنقب تركيا عن الغاز والبترول في البحر الأسود على بعد كيلومترات قليلة عن الحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما يراه بعضهم مجازفة، لكن الوزير قال “ليس هناك ما يهدد هذا المشروع، الحرب بين روسيا وأوكرانيا بريّة، وتوجد علاقات جيدة مع البلدين المتصارعين، وقريبًا سيكون الغاز جاهزًا للاستهلاك”.

وأكد في الوقت ذاته أنه لا توجد عقبات في التنقيب واستخراج الغاز من البحر الأسود قائلًا “البحر الأسود ليس مثل البحر الأبيض المتوسط، الدول قد اجتمعت بالفعل وتقاسمت الصلاحيات البحرية وليس هناك أي موضوع خلافي، وتركيا تمتلك أكبر شريط ساحلي فيه”.

وعن الاعتماد على شركات وسواعد محلية في التنقيب عن الغاز، أوضح أن ذلك يعد تقديرًا لدور الأمة التركية التي عانت الكثير، وإيمانًا من الدولة بقدرات الشعب.

وبلغت تقديرات الاحتياطي من الغاز في البحر الأسود، وفقًا لأخبار محلية، نحو تريليون دولار، وهو ما شككت فيه المعارضة واصفة إياها بالمبالغة، وهو ما رد عليه الوزير قائلا “في البداية أعلنا عن رقم، ثم بعد ذلك ومع اكتشاف حقول جديدة، قمنا بدراسة أوسع ودعونا شركات عالمية معنية بتقييم هذه الآبار، وقالت الشركات إن الحجم المقدر من جانب تركيا قليل، وتوصلنا إلى 710 مليار متر مكعب بناءً على تقديرات الشركات الدولية، وبما أن سعر ألف متر مكعب يساوي نحو 1500 دولار للمتر الواحد، فإن الرقم الذي أعلن عنه صحيح”.

وأعلن وزير الطاقة أنه يجري حاليًا عملًا مكثفًا الهدف منه أن يستفيد المواطن التركي من غاز البحر الأسود في نهاية شهر مارس/آذار أو نهاية أبريل/نيسان.

وفي إطار الاستغناء عن الاعتماد بنسبة كبيرة عن الوقود الإحفوري، أوضح أن تركيا تعتمد في طاقتها الكهربائية على 54% من الطاقة المتجددة، وتسعى إلى زيادتها بحلول عام 2035 لتصل لنحو 75%.

المصدر : الجزيرة مباشر