خبراء: المستقبل الاقتصادي في مصر غامض وهناك إحساس بالخوف من الغد (فيديو)

قال الدكتور حسن الصادي أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، إن هناك تكتّمًا شديدًا على مستقبل مصر الاقتصادي والتنموي في ظل غياب وتضارب البيانات، وإنه لا أحد يعلم شيئًا عن المستقبل.

جاء ذلك في حديثه للجزيرة مباشر عبر برنامج المسائية تعقيبًا على تصريحات الرئيس المصري حول الأزمة الاقتصادية في مصر.

وقال الصادي “مكاشفة الشعب بحقيقة الأمر تهدئ الشارع وتعيد الثقة في النظام، كل ما يطالب به المواطن المصري أن يعر ف رأسه من قدميه، أنا كمواطن وأستاذ جامعة وكنت أعمل بالخليج، أشعر بالفقر وكل يوم ينخفض مستواي المعيشي، وكثيرون يلاحقهم هذا الإحساس، هناك إحساس بالخوف من الغد مع الارتفاع المستمر في الأسعار وعدم تدخل الدولة للسيطرة على الأسعار”.

وأضاف أن “الدولة بسلطاتها وآلياتها وقوانينها تفرض النظام على الأسعار، التضخم تجاوز الـ100%، كيلو اللحم ارتفع سعره خلال عام من 120 جنيها (4 دولارات) إلى 250 جنيها (8.3 دولارات)، ورغيف العيش من 50 قرشا إلى جنيهين، وكيلو الجبن ارتفع سعره خلال شهور من 50 جنيها إلى 150 جنيها”.

وشدد على أنه لابد من الإنفاق على البنية التحتية، ولكن كان يجب أن يوازي ذلك الجزء الأكبر أهمية في أي اقتصاد وهو الإنفاق على المواطن ذاته، على التعليم والصحة وعلى خلق فرص عمل، مؤكدًا أن المواطن الأمي الجائع هو أخصب بيئة للإرهاب.

وبشأن ما إذا كان القادم أفضل وفقًا للسياسات الحالية قال الصادي “لا أحد يعلم، المستقبل لدى صانع القرار في مصر، وهناك تكتم شديد على مستقبل مصر الاقتصادي والتنموي في ظل غياب وتضارب البيانات، والوحيد الذي يعلم ما هو مستقبل مصر قد يكون الرئيس، وهو الذي لديه البيانات والمعلومات الكاملة عن الوضع الحالي ومستقبل مصر، ولا نملك إلا أن نصدقه”.

وأضاف “نأمل أن يكون الاقتصاد المصري كما يراه الرئيس في الفترة القادمة؛ لأننا لا نملك رفاهية السيناريو المرعب الذي ستكون فيه مصر إن لم تتحقق رؤية الرئيس وأقواله”.

وتابع “كل ما نريده هو نوع من المكاشفة حتى وإن كان الوضع سيسوء في المستقبل وإلى أي مدى؟ حتى نعرف إلى أي مدى نحن سائرون، لأنك لا تستطيع اتخاذ قرارات اقتصادية أو مالية أو حياتية تعليمية أو حتى صحية إن لم تكن مطمئنًّا على المستقبل”.

الحرب كاشفة

وحول الربط بين المشروعات القومية والأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر، قال الخبير الاقتصادي عز الدين حسانين، إن الحرب الأوكرانية كانت كاشفة لنقطة ضعف الاقتصاد المصري وبعض الأمراض الموجودة فيه مثل عدم استدامة الموارد الدولارية.

الخبير الاقتصادي عز الدين حسانين (الجزيرة مباشر)

وقال حسانين للمسائية “كان ينبغي ضمان وجود موارد دولارية كافية من السياحة والتصدير وتحويلات العاملين في الخارج قبل البدء في الإنفاق على مشروعات قومية”.

وأضاف “كان هناك نوع من البدء في الملفات في وقت واحد، عاصمة إدارية، طرق، وكباري، وقناة السويس، ومدينة العلمين الجديدة ومحطات الكهرباء، كلها تمت بشكل سريع جدا استنفد الكثير من الإيرادات الدولارية”.

وتابع “هناك عدم وضوح رؤية يحتاج إلى أن تخرج الحكومة لتصارح الناس حتى يطمئن المواطن من خلال برنامج اقتصادي واضح خصوصا ما يتعلق بأزمة سعر الصرف”.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد قال أمس الاثنين، إن هناك أزمة اقتصادية عنيفة وغير مسبوقة في العالم، وإنه من المنطقي والمحتوم أن يكون لها انعكاس على مصر.

وأضاف -في الاحتفال بيوم الشرطة- أن دعاوى مضللة تهدف لتصوير الأزمة الاقتصادية على أنها شأن مصري خالص، أو نتيجة للسياسة الاقتصادية للدولة أو بسبب المشاريع الاقتصادية والتنموية في مصر، مجدِّدًا التزام الدولة بدعم المحدودي الدخل في مواجهة هذه الأزمة.

ونفى السيسي وجود علاقة بين المشاريع التنموية الكبرى التي تنفذها الدولة وبين الأزمة الاقتصادية الحالية في مصر، موضحًا أن الدولة كانت مضطرة للعمل في كافة المجالات.

ووجه السيسي عتابًا لوسائل الإعلام، بسبب تصويرها المصريين، كأنهم في حالة رعب بشأن الطعام والشراب، موضحًا أن هذا الأمر صحيح لكنه ليس نهاية الأمر في مصر.

المصدر : الجزيرة مباشر