أرامكو تعتزم رفع إنتاج النفط إلى 13 مليون برميل يوميا

أرامكو السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم

أعلنت شركة أرامكو السعودية أنها تلقت توجيها برفع الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة إلى 13 مليون برميل في اليوم.

وقال “أرامكو”عملاق النفط السعودي، في بيان للسوق المالية السعودية “تداول”، إنها “تلقت توجيها من وزارة الطاقة برفع مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة من 12 إلى 13 مليون برميل يوميًا”.

يأتي هذا غداة إعلان الشركة أنها تعتزم زيادة إمدادات النفط التي تقدمها لعملائها إلى مستوى قياسي يبلغ 3ر12 مليون برميل في اليوم في أبريل/نيسان. 

كانت وكالة بلومبرغ للأنباء قد وصفت هذه الزيادة الهائلة في الإنتاج بأنها كفيلة بإغراق السوق، وذلك في إطار تصعيد السعودية لحرب الأسعار مع روسيا.

ولفتت الوكالة إلى أن هذه الزيادة تضع إمدادات أرامكو فوق القدرة المستدامة القصوى للإنتاج، ما يعني أن المملكة ستستخدم مخزوناتها الاستراتيجية.

وكانت السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، تنتج حوالي 9.8 مليون برميل يوميا، ما يعني أنها ستزيد إنتاجها بنحو 3.2 مليون برميل يوميا بدءا من أبريل/ نيسان.

وتقول السعودية إنّ طاقتها الإنتاجية القصوى تبلغ 12 مليون برميل يوميا، لكن دون أن يعرف مدى استدامتها.

وتحتفظ السعودية أيضا باحتياطات استراتيجية من عشرات ملايين البراميل من النفط الخام لاستخدامها وقت الحاجة ومن المتوقع استخدامها لتوفير الإنتاج الإضافي.

عمال في الموقع التالف لمنشأة أرامكو السعودية النفطية في بقيق (رويترز)
انخفاض الأسعار بعد إعلان أرامكو

وفقدت أسعار عقود النفط الآجلة مكاسبها المحققة في بداية تعاملاتها الصباحية، الأربعاء، بعد إعلان السعودية عزمها زيادة الإنتاج إلى مستوى قياسي جديد.

وبحلول الساعة 07:57 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم مايو/أيار بنسبة 0.73% أو 27 سنتا إلى 36.93 دولارا للبرميل.

وكانت عقود برنت الآجلة صعدت في بداية التعاملات إلى متوسط 38.89 دولارا للبرميل، مدفوعة بتحفيز اقتصادي أمريكي لمواجهة كورونا، وتصريحات روسية بوجود محادثات ضمن تحالف أوبك، الذي يضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ومنتجين مستقلين.

كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط، تسليم أبريل/نيسان، بنسبة 0.58% أو 20 سنتا إلى 34.16 دولارا للبرميل.

والجمعة، تفكك اتفاق خفض الإنتاج بعد رفض روسيا مقترح أوبك؛ ما يمهد لانتهاء أطول اتفاق لخفض إنتاج النفط بين منتجي المنظمة وآخرين مستقلين، دام 3 سنوات و3 شهور.

وخفضت السعودية أسعار نفطها لكافة عملائها في أرجاء العالم بدءا من الشهر المقبل بعد أن عجزت منظمة أوبك للدول المصدّرة للنفط وحلفائها، وأبرزها روسيا، الجمعة عن التوصل إلى تفاهم على خفض إضافي لإنتاج الخام للحد من تأثير انتشار فيروس كورونا المستجد.

ورفضت روسيا، أكبر منتج للنفط خارج أوبك، خفض الإنتاج.

وردًا على الموقف الروسي، خفّضت السعودية أسعار النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياتها في 20 عاما، في محاولة لتأمين حصّة كبيرة في السوق، الأمر الذي أثار اضطرابات في أسواق الطاقة.

ويحذر المحللون بأن هذه الخطوة ستستمر في دفع الأسعار للهبوط نحو 20 دولارا للبرميل إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق.

وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا، شريكتها الرئيسية ضمن تحالف “أوبك بلاس”، تتفاوضان على الخفض الإضافي بغية وضع حد لتراجع الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة أعوام على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد.

وكانت أسعار النفط تراجعت بأكثر من 20%، وسجلت أسعار النفط الإثنين أكبر خسائر لها في يوم واحد منذ ثلاثة عقود مع انخفاض سعر خام برنت لـ 33 دولارا للبرميل، قبل أن تعود لترتفع الثلاثاء إلى 37 دولارا.

تقول السعودية إنّ طاقتها الإنتاجية القصوى تبلغ 12 مليون برميل يوميا (رويترز)
خفض توقعات النفط إلى 40 دولارا

وخفضت وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز غلوبال توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت للعام الجاري إلى 40 دولارا للبرميل أمس الثلاثاء، وحذرت من أن بعض شركات النفط والغاز المُصنفة عند مستوى مرتفع المخاطر ربما تواجه خفضا بعدة درجات لتصنيفها الائتماني.

كانت ستاندرد آند بورز توقعت في السابق أن يبلغ متوسط برنت 60 دولارا هذا العام. وقلصت أيضا توقعاتها للعام القادم إلى 50 دولارا من 55 دولارا، وتقديراتها لأسعار الغاز على مؤشر هنري هب للعام الجاري إلى دولارين للمليون وحدة حرارية بريطانية من 2.25 دولار في السابق.

وقالت ستاندرد آند بورز” من المرجح أن تكون التحركات على الصعيد الائتماني (للشركات المنتجة للنفط والغاز) في الفئة المُصنفة عند درجة جديرة بالاستثمار أكثر حدة منها خلال الدورة السابقة”، مضيفة أنها قد تراجع جميع تصنيفاتها للشركات العاملة في التنقيب والإنتاج وخدمات حقول النفط في غضون عدة أسابيع مقبلة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات