“أكثر انتباها”.. مركز يلجأ إلى الشطرنج لتعزيز قدرات مرضى التوحد والاضطرابات المعرفية

لوحة شطرنج (شترستوك)

يشارك مركز طبي فرنسي في تجربة تهدف إلى تقييم فوائد ممارسة رياضة الشطرنج على الاضطرابات الإدراكية أو تلك المرتبطة بالتوحد.

وشاركت 4 مراكز، بينهم مركز الطب التربوي في فيلار قرب العاصمة الفرنسية باريس، في مرحلة اختبار برنامج “إنفينيت” الذي يتولى اتحاد الشطرنج الفرنسي تنفيذه في البلاد.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد هذه المراكز إلى 40 بحلول عام 2024، لأن النتائج الأولى أثبتت فعالية البرنامج.

وسبق أن نفَذ الاتحاد الدولي للشطرنج برنامج (إنفينيت) على نطاق أوسع في نحو 15 دولة غير فرنسا، بينها بيلاروسيا وإسبانيا والمغرب ومنغوليا.

ويقول رئيس قسم الصحة والجانب الاجتماعي والإعاقة في الاتحاد الفرنسي للشطرنج فرانك دروان إن الدراسة، وفي حال أثبتت فعاليتها على المدى البعيد، يمكن أن تجعل الشطرنج جزءًا من المعالجة غير الدوائية التي يوصي بها المتخصصون في الصحة لآباء المرضى بهدف مساعدة أبنائهم على التقدم.

ويقول جان-فرنسوا بورشيه، أحد المتخصصين العاملين في مركز الطب التربوي، إنه يتم تعليم لعبة الشطرنج للمراهقين عبر 3 مراحل:

  • في البداية، يشرح المتخصص أساسيات اللعبة للمراهقين على رقعة شطرنج موضوعة على الحائط.
  • في المرحلة الثانية تتم الاستعانة برقعة قماشية كبيرة موضوعة على الأرض تمثل لوح شطرنج.
  • الانتقال أخيرًا إلى اللوح العادي حيث يلعب المراهقون عليه كالجميع.

ويوضح أن “هدف التجربة لا يقتصر على الفوز والخسارة فقط، بل هم يختبرون اللعبة بأنفسهم”، إذ يتحول اللاعبون إلى قطع الشطرنج ويضعون على رؤوسهم تاجًا عليه الرمز الذي يمثله كقطعة في اللعبة.

ويشير بورشيه إلى أن أسلوب اللعب الذي يعتمد على استخدام المراهقين أجسامهم من شأنه تحسين كيفية تعاملهم مع المساحات، وهي مسألة أساسية لهؤلاء الشباب الذين ينبغي أن “يكتسبوا أكبر قدر ممكن من الاستقلالية حتى لا يعودوا بحاجة إلى آبائهم”، بالإضافة إلى إدارة وقتهم بصورة أفضل، والتحكم بالتوتر الذي يشعرون به.

لعبة الشطرنج
الدراسة يمكن أن تجعل الشطرنج جزءًا من المعالجة غير الدوائية التي يوصي بها المتخصصون (الفرنسية)

أكثر انتباها

ويقول إنه بعد 10 جلسات خضع لها مراهقون منذ سبتمبر/ أيلول، بات المراهقون، وبخاصة مَن يعانون اضطرابات معرفية، “أكثر انتباهًا”، كما باتوا يضعون استراتيجيات.

ويوضح بورشيه أنه “غالبًا لا يقدر هؤلاء المراهقون أنفسهم كثيرًا، لكن عندما يلاحظون أنهم يحرزون تقدمًا يشعرون بالثقة”.

ويقول مكسيم، أحد هؤلاء المراهقين، إنه كان يعاني “في البداية من صعوبات كثيرة في التعامل مع حركتي، لكنني بُت متأكدًا اليوم من أنني يمكن أن أصبح بوبويوغوف!”، وهو اسم من وحي خياله مشابه في مقاطعه الصوتية لأسماء أبطال روس يبدي إعجابه بهم.

لكن جان فرنسوا بورشيه أشار إلى أن هناك صعوبة في جذب انتباه بعض المرضى، كما أن “بعضهم يعجز عن التحكم بحركاتهم في حال تخطى دورهم في اللعبة التحرك لثلاث أو أربع مرات”.

كما ذكر أنه تعامل مع أطفال رفضوا أن يتم “أكلهم” في اللعبة (أي إقصاؤهم منها استنادا إلى أن القطعة القوية تقصي تلك الأضعف)، لأنهم لم يفهموا المعنى المجازي للكلمة.

وبالإضافة إلى المراكز الطبية -التعليمية، يرغب اتحاد الشطرنج الفرنسي في تنظيم هذا البرنامج في أماكن أخرى، كالصفوف التي تضم تلاميذ يعانون إعاقات في المدارس.

المصدر : الفرنسية