دراسة: المزاج السيء يساعد في اكتشاف الأخطاء اللغوية

(غيتي)

أظهرت دراسة جديدة أن الحالة المزاجية لها تأثير واضح في تعامل المخ مع اللغة وإدراكها، مبينة أن المزاج السيء مفيد في فهم وإدراك المتناقضات أو الأخطاء اللغوية ومهارات التدقيق اللغوي.

وذكرت الدراسة التي أعدتها فيكي لاي، أستاذ مساعد في علم النفس والعلوم المعرفية بجامعة أريزونا الأمريكية، وزميلان في جامعات هولندية، أن الأشخاص الذين لديهم مزاج سيء أكثر ميلًا لتحليل التفاصيل في الخطاب، ما يفيدهم في عمليات المراجعة والتدقيق اللغوي.

وقالت الباحثة إنه على الرغم من أن الحالة المزاجية واللغة يجري التعامل معهما عبر شبكات دماغية مختلفة إلا أن بينهما كثير من التفاعل المستمر”.

وأضافت أنه عندما يكون الأشخاص في حالة مزاجية سيئة فإنهم يكونون أكثر حرصًا وتحليلًا ويدققون في النصوص الموجودة أمامهم بالفعل دون الاعتماد على معارفهم السابقة.

وأخضعت الأستاذة في البيولوجيا العصبية في قسم اللغة بمعهد ماكس بلانت للغويات النفسية في نيميغن بهولندا، المشاركات في التجربة وكلهن من النساء، لعملية تلاعب نفسي في إطار تحكمها بالحالة المزاجية للمشاركات.

وفي إطار الدراسة، كان يتم قياس الحالة المزاجية للمتطوعات لتحديد ما إذا كن في حالة نفسية إيجابية أو سلبية وقت الخضوع للتجربة، ثم يجري إسماعهن تسجيلات صوتية لقصص قصيرة من أربع عبارات، مع عرض نسخ مكتوبة من تلك القصص أمامهن لتحليلها، إذ كانت بعض القصص المطروحة في إطار التجربة تحتوي على تناقضات مع معلومات لغوية معينة.

وتبيّن من خلال الدراسة أن المتطوعات استطعن رصد التناقضات اللغوية في النصوص المكتوبة عندما كن في حالة مزاجية سيئة، في حين أنهن لم يكتشفن نفس نوعية التناقضات عندما خضعن للتجربة وهن في حالة مزاجية جيدة على الرغم من أن إدراكهن للمعاني المعجمية والدلالية للألفاظ لم يتغير.

وتوضح الباحثة أن مخ الإنسان يتجاوب بطريقة مختلفة مع نفس نوعية التناقضات حسب الحالة المزاجية التي يمر بها. فالحالة المزاجية السيئة تجعله أكثر ميلًا للتحليل واكتشاف المتناقضات اللغوية في النصوص الخالية من المؤثرات العاطفية نوعًا ما.

وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت بالكامل باللغة الهولندية، إلا أن الباحثة وزملاءها يعتقدون أن التأثير مماثل في أي لغة وثقافة.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع أجنبية