“تسليع لأجساد العراقيين”.. رائد مطر للجزيرة مباشر: عرض صور التعذيب بـ”أبوغريب” ليس عملا فنيا (فيديو)

قال الفنان التشكيلي والمخرج العراقي رائد مطر من بغداد، إن عرض الصور التي سُرِّبت عام 2004 من سجن “أبوغريب” والتي تظهر تعذيب مواطنين عراقيين بوحشية من طرف جنود أمريكيين، في معرض “بينالي برلين”، بعيد عن الإنسانية، وإن ذلك يظهر المعرض وكأنه قد تحول إلى قاعة سيرك.

ولفت في لقاء مع برنامج (هاشتاج) على الجزيرة مباشر، إلى أن هؤلاء الضحايا المعروضين في الصور لهم أسَر، ولا ينبغي أن يكون تسليط الضوء على الإجرام الذي ارتكب في حقهم بهذا الشكل، الذي تُعرَض فيه صورهم وهم عراة ويعذبون، في حين يبتسم الجنود ويلتقطون الصور.

وانسحب 3 فنانين عراقيين مشاركين في “بينالي برلين” من معرض الفن المعاصر الذي تحتضنه المدينة الألمانية، بعد عرض منظميه أعمالهم إلى جانب عمل الفنان الفرنسي جان جاك لوبل.

ووقّع الفنانون رائد مطر وسجاد عباس وليث كريم، مع فنانين ومثقفين آخرين بيانًا احتجاجيًّا على عرض الصور التي اعتبروها تسليعًا لأجساد العراقيين الذين سجِنوا وعُذبوا بشكل غير شرعي، وذلك دون الحصول على إذن من أسر الضحايا.

واعتبر الفنان أنه كان من الممكن عرض صورهم وكتابة قصصهم وما تعرضوا له والتساؤل عن مصير من عاش منهم وعن مكان جثث الذين قُتلوا، وتابع “في حين أن ما شاهدناه هي مجرد صور عملاقة للتعذيب وتفاخر بذلك”.

وشدد رائد مطر على أن الأمر غير مقبول أبدًا، مستطردًا “ماذا لو استخدمت في ما بعد صور لشهداء فلسطين على أنها عمل فني، أو ضحايا انفجارات بيروت”.

 

وقال مستنكرا هذا العمل “كيف يمكن استخدام صور جنود أو مقاومين كانوا يدافعون عن بلدهم للعرض في المعارض بشكل مهين لهم على أنها أعمال فنية؟!”.

وحاولت قناة الجزيرة مباشر التواصل مع إدارة معرض بينالي برلين لمحاورة ممثل عنها خلال اللقاء، إلا أنها لم تتلق ردًّا.

وقد اعتذرت إدارة المعرض في بيان عن عرض لوحات فنانين عراقيين قرب عمل الفنان الفرنسي. وجاء في البيان أن المعرض يعمل مع الفنانين المحتجين على إيجاد طريقة لحل الأزمة، لكن رائد مطر أشار للجزيرة مباشر إلى أن إدارة المعرض لم توافق إلى الآن على إزالة الأعمال.

وشدد على أن اعتراض الفنانين “لم يكن على عرض صور الضحايا عراة بقدر ما كان على التقليل من معاناتهم، كأن توضع مثلًا صور لمجازر الهولوكوست وبجانبها شخص يبتسم والقول إنها أعمال فنية!”.

ورأى مطر أن دور الفنانين هو طرح الأزمة التي استمرت في سنوات طويلة في العراق، عبر أعمالهم، لكن بطريقة “لطيفة على العين”.

وتابع “إذا كنا نريد عرض صور من قضوا في الحرب على العراق فإننا سنُظهرهم أبطالًا دافعوا عن أرضهم”.

وبعد مرافعات قضائية استمرت 12 عاما بعد تفجر فضيحة سجن أبوغريب في العراق عام 2004، نشرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ليلة السادس من فبراير/شباط 2016، 198 صورة تظهر التعذيب الوحشي الذي مارسته القوات الأمريكية ضد المعتقلين في العراق وأفغانستان.

وكان سجن أبوغريب أبرز هذه المعتقلات، لكن البنتاغون امتنع عن نشر مئات الصور الأخرى، وهو ما اعتبر مدير مركز بغداد لحقوق الإنسان مهند العيساوي -في حديث سابق للجزيرة- أنه يهدف إلى “إخفاء حقيقة وحشية الأمريكان في التعامل مع المعتقلين”.

وروى معتقلون سابقون تعرضهم لأبشع أنواع التعذيب والإيذاء الجسدي والنفسي داخل سجن أبوغريب، من الصعق بالكهرباء والإيهام بالغرق والحرمان من النوم والإذلال الجنسي.

ومثّلت سجون التعذيب الأمريكية السرية أو ما يطلق عليه “المواقع السوداء”، استمرارًا للجرائم التي ارتكبت في أبوغريب وأماكن أخرى، وفق تصريحات سابقة لمدير مركز جنيف الدولي للعدالة ناجي حرج.

المصدر : الجزيرة مباشر