“الإعصار القنبلة”.. عواصف عاتية تجتاح أمريكا وكندا وإلغاء آلاف الرحلات قبيل عيد الميلاد

ألغت شركات طيران أكثر من 5700 رحلة بالولايات المتحدة أمس الجمعة (رويترز)

ألغت شركات طيران أكثر من 5700 رحلة بالولايات المتحدة أمس الجمعة بعد أن عطلت عواصف شتوية عاتية العمل بالمطارات في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى إحباط عشرات الآلاف من المسافرين لقضاء العطلات.

وألغت شركة أمتراك للسكك الحديدية عشرات القطارات خلال عيد الميلاد مما عطل سفر الآلاف في العطلات.

وأدى الطقس الثلجي أو حوادث الطرق إلى تعطل الطرق السريعة في الغرب الأوسط وحثت السلطات في مناطق من ولايات إنديانا وميشيغان ونيويورك وأوهايو قائدي السيارات على تجنب السفر غير الضروري.

كندا

في كندا تسببت الرياح القوية والأمطار الجليدية والتساقط الكثيف للثلوج في إغلاق المدارس أمس الجمعة وقطع الكهرباء عن المنازل وإلغاء العديد من الرحلات الجوية بعد اجتياح عاصفة شتوية عاتية جميع أنحاء البلاد، مما دفع السلطات الكندية إلى حث المواطنين على البقاء في منازلهم قبل أن تسوء الأحوال الجوية بشكل أكبر.

وقال خبير الأرصاد الجوية ستيف فليسفيدير بوزارة البيئة الكندية إن من المتوقع أن تؤثر العاصفة على نحو ثلثي المواطنين الكنديين مع عبورها أكثر منطقتين اكتظاظًا بالسكان في البلاد، هما أونتاريو وكيبيك، في طريقها إلى المناطق المطلة على الأطلسي.

وقال “في كل موسم للشتاء، نتوقع عواصف، لكن هذه العاصفة كبيرة”.

وألغت شركة (وست جيت إيرلاينز)، ثاني أكبر شركات الطيران في كندا، استباقيًا جميع رحلاتها في مطارات تورونتو وأوتاوا وكيبيك بسبب سوء الأحوال الجوية. وحذرت أيضًا أكبر شركات الطيران الكندية “أير كندا” من عمليات تأخير وإلغاء.

وذكر موقع (فلايت أوير) لتتبع الرحلات الجوية أنه تم إلغاء ما يقرب من 320 رحلة طيران أو ما يقرب من ثلث جميع رحلات الوصول والمغادرة المقررة أمس الجمعة في مطار بيرسون في تورونتو وهو أكثر المطارات ازدحامًا في كندا مع تأخير 200 رحلة أخرى.

حذرت هيئة الأرصاد الأمريكية من أن أيّ سفر أو تنقّل من أيّ نوع سيكون “خطيراً” بل “مستحيلا”. (رويترز)

“الإعصار المتفجر”

ويعزى الصقيع القطبي الذي يجتاح أمريكا الشمالية حاليًا، إلى ظاهرة تسمى “الإعصار المتفجر” أو “الإعصار القنبلة”.

وقالت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية إن موجة الصقيع الراهنة تحدث “مرة واحدة في كل جيل” ولديها القدرة على أن تصير قاتلة.

وحطمت درجات الحرارة بالفعل أرقامًا قياسية مع انخفاضها إلى 53 درجة مئوية تحت الصفر في غرب كندا وناقص 38 في مينيسوتا وناقص 13 في دالاس.

حتى أن الثلج تساقط في شمال فلوريدا ذات المناخ شبه الاستوائي.

والإعصار القنبلة يسمى كذلك “التولد الحلقي المتفجر”، هو عاصفة تشتد بسرعة وتحدث عندما ينخفض ضغط الهواء بمقدار 20 مليبار أو أكثر في غضون 24 ساعة.

ويحدث هذا عادة عندما تصطدم كتلة هوائية دافئة بأخرى باردة، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

الصقيع يمكن أن يؤدّي إلى قضمة الصقيع أو الموت (رويترز)

قضمة الصقيع

ويشرح عالم الأرصاد الجوية يان أميس من مؤسسة الطقس “ويذر إن كو” أن ما يجعل هذه العاصفة غير عادية هو مدى سرعة انخفاض الضغط – 40 مليبار في 24 ساعة.

وتسبّبت العاصفة بحدوث “دوامة قطبية” هي عبارة عن كتلة هوائية شديدة البرودة من القطب الشمالي تتجه جنوبا نحو خطوط العرض المنخفضة والأكثر دفئًا. وتكون النتيجة انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة.

ففي دنفر، على سبيل المثال، انخفضت درجات الحرارة بمقدار 33 درجة مئوية في غضون 7 ساعات فقط.

وإلى جانب العواصف الثلجية والثلوج، يمكن أن تجعل الرياح الباردة في مناطق مثل السهول الكبرى درجات الحرارة تبدو وكأنها 55 درجة تحت الصفر.

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية من أن مثل هذا الصقيع يمكن أن يؤدي إلى قضمة الصقيع على الجلد المكشوف في غضون دقائق وانخفاض درجة حرارة الجسم وحتى الموت إذا تم التعرض لهذه الظروف لفترة طويلة.

وأضافت أن هذا يجعل أي سفر أو تنقل من أي نوع “خطيرًا” بل “مستحيل”.

المصدر : وكالات