بسبب المناخ وكورونا والحروب وارتفاع أسعار.. تحذير أممي من مجاعة وشيكة في أفريقيا

الأمم المتحدة تؤكد أن عدد الجياع في أفريقيا سيرتفع إلى نحو 310 ملايين بحلول 2030 (أسوشيتد برس)

حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من أن عقودًا من العمل التنموي الذي تحقق في أكثر من دولة أفريقية للحد من المجاعة، بدأت تذهب أدراج الرياح بسبب أزمات المناخ وفيروس كورونا والانكماش الاقتصادي العالمي.

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن المنظمة أن نحو 278 مليونًا في أفريقيا، أي ما يقرب من خُمس إجمالي السكان، عانوا من الجوع العام الماضي، بزيادة 50 مليونًا منذ 2019.

ووفقًا لأرقام الأمم المتحدة، فإن من المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 310 ملايين بحلول 2030.

وقال مساعد المدير العام للفاو وممثلها الإقليمي لأفريقيا أبيبي هايلي غابرييل، في مؤتمر بأديس أبابا يوم الاثنين، إن “جهود أفريقيا للقضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية تتراجع بصورة كارثية”.

وأرجع هايلي غابرييل الزيادة إلى “الصدمات المتعددة والمتداخلة والأزمات الممتدة في دول القارة” بما في ذلك أزمة المناخ والآثار المستمرة لوباء كوفيد والصراعات الإقليمية والارتفاع العالمي في أسعار الوقود وسط غزو روسيا لأوكرانيا.

وقال إن معظم الدول الأفريقية تفتقر إلى المرونة والآليات اللازمة للتعامل مع هذه الصدمات، مما أدى إلى القضاء على سبل عيش الملايين من الناس.

وأضاف “ما لم نغيّر المسار ونتعلم كيفية القيام بالأشياء بشكل مختلف وأفضل، فلن يختفي الوضع أو يتحسن”.

وتضرر القرن الأفريقي بشكل خاص من الجفاف بعد 4 مواسم متتالية من انعدام هطول الأمطار، ومن المتوقع أن تشهد المنطقة سنة خامسة كبيسة.

وقالت منظمة “العمل ضد الجوع” الإنسانية الدولية إن الوضع المتدهور أدى إلى “انفجار الاحتياجات” في الصومال وكينيا وإثيوبيا، حيث يعاني 36.1 مليونًا في الدول الثلاث من الجفاف الشديد.

فتاة كينية تستفيد من أغذية تكميلية جاهزة للاستخدام لإدارة سوء التغذية في عيادة تابعة لليونيسيف (رويترز)

وفي مقابلة الأسبوع الماضي، قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث “ليس لدي أدنى شك في أننا نشهد مجاعة على مرأى منا في الصومال، كما أخشى الإعلان عن المزيد في القرن الأفريقي”.

ومع ذلك، فقد تعرضت النداءات الإنسانية عبر القارة لنقص التمويل.

وقال رئيس الجمعيات الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر فرانشيسكو روكا في المؤتمر إن الوضع الحالي في الصومال يذكّره بالفترة التي سبقت المجاعة عام 2011 التي راح ضحيتها ربع مليون شخص.

وحذّر روكا من أن “الملايين قد يموتون من الجوع في القرن الأفريقي ومنطقة الساحل إذا لم يرفع المانحون نطاق الاستجابة الإنسانية”، ووصف عدم الاستجابة بسرعة بأنه “غير مقبول أخلاقيًّا”.

وقال مفوض الاتحاد الأفريقي للزراعة جوزيفا ساكو، إن أفريقيا يجب أن تصبح مكتفية ذاتيًّا في إنتاج الغذاء من أجل عزل نفسها بشكل أفضل ضد الأزمات الخارجية.

وحصلت أفريقيا على 44% من قمحها من روسيا وأوكرانيا قبل اندلاع الصراع، وتضررت بشدة من تعطل سلاسل التوريد العالمية بسبب جائحة كوفيد.

وأضاف ساكو “يجب أن نبني نظامًا غذائيًّا مستدامًا ومرنًا يمكنه تحمّل الصدمات المستقبلية، بجانب توجيه الدعم المالي القصير والمتوسط ​​المدى نحو هذا الهدف”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الغارديان البريطانية