من هم المتمردون الذين يهددون باجتياح عاصمة تشاد؟ تعرف عليهم (فيديو)

قوات تشادية في أحد شوارع العاصمة نجامينا (غيتي أرشيف)

تعهد المتمردون الذين يشنون هجوما على الحكومة التشادية منذ 9 أيام وبعد مقتل الرئيس إدريس ديبي قالوصول إلى العاصمة إنجمينا ورفضوا “رفضا قاطعا المجلس العسكري الذي شكل بعد مقتله.

وقال الناطق باسم جبهة التناوب والتوافق كينغابي أوغوزيمي دي تابول “نرفض رفضا قاطعا المرحلة الانتقالية وننوي مواصلة الهجوم” وأوضح “تشاد لا يحكمها نظام ملكي، يجب ألا يكون هناك انتقال للسلطة من الأب إلى الابن” موضحا “قواتنا في طريقها إلى إنجمينا”.

وتوفي الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي حكم طيلة 30 عاما وكان أحد الشركاء الأساسيين للدول الغربية في مواجهة المسلحين في منطقة الساحل، متأثرا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين الذين وعدوا بمواصلة هجومهم وصولا إلى إنجمينا.

وفيما يلي ما أوردته (رويترز) عن بعض الحقائق عن جبهة التغيير والوفاق في تشاد:

تشكلت الجبهة في أبريل/ نيسان عام 2016، أثناء الاستعدادات للانتخابات الرئاسية في ذلك العام، وتأسست بعد انشقاق عنيف عن جماعة متمردة تشادية أخرى هي اتحاد قوى الديمقراطية والتنمية (يو.إف.دي.دي) المدعومة من السودان.

ويقود الجبهة مهدي علي محمد، وهو مقاتل مخضرم في صفوف المتمردين قضى وقتا في المنفى في فرنسا قبل أن يعود إلى ليبيا في 2015.

وينتمي مهدي إلى عرقية (القرعان) من منطقة بحر الغزال في وسط تشاد، وتتألف جبهة التغيير من الكثير من المقاتلين من ذات العرقية.

وعلى النقيض من جماعات تشادية أخرى في ليبيا، حاربت الجبهة في صف اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وفقا لجيروم توبيانا وهو باحث متخصص في شؤون تشاد.

وقال توبيانا “منحهم معدات ثقيلة بشكل غير معتاد، شاحنات بأسلحة ثقيلة، حفتر يسمح للقوات الأجنبية بالاحتفاظ بالمعدات التي يمنحهم إياها أو ما يصادرونه من قوات ليبية أخرى”.

 ماذا يريدون؟

في أحد أوائل المنشورات للجبهة على فيسبوك في أبريل/ نيسان 2016 ، دعت إلى “ميلاد ثورة جديدة في الشمال”، وانصب تركيزها على الإطاحة بديبي لما زعمت أنه تزوير في انتخابات 2016 وانتخابات 2012 أيضا.

وقال متحدث باسم الجبهة لرويترز اليوم الأربعاء إن الجبهة لا تريد الاستيلاء على السلطة بل تريد إحلال الديمقراطية وتحسين الخدمات الاجتماعية وقال “نريد أن نتخلص من نظام غير ديمقراطي”.

ديبي يدلي بصوته في الانتخابات الأخيرة-11 أبريل(غيتي)

ما هي أعداد المقاتلين والعتاد؟

تتباين التقديرات لقوة السلاح الذي تمتلكه الجبهة وحجم قواتها، لكن يبدو أن عدد المنضمين لصفوفها ازداد.

ونقل الباحث المتخصص في شؤون تشاد توبيانا، عن مصادره القول إن الجبهة دفعت إلى تشاد بما يتراوح بين 400 و500 مركبة يمكن أن تحمل عدة آلاف من المقاتلين.

وقال “تكبد محمد خسائر، لكن البعض ربما انضم بمجرد دخول الجبهة إلى تشاد، من المحتمل كذلك أنهم لم يجلبوا كل قواتهم من ليبيا”.

وفي بداية تأسيسها قالت الجبهة إن لديها 1500 مقاتل، وأظهرت صور مبكرة وقت التأسيس مجموعات صغيرة من الشبان في زي قتال صحراوي بجوار شاحنات ومعهم بنادق وذخيرة.

وقالت لجنة خبراء في ليبيا تابعة للأمم المتحدة في تقرير أصدرته في 2019 إن الجبهة لديها نحو 700 مقاتل.

تشاد بعد مقتل ديبي

وأعلنت جبهة التغيير والوفاق يوم الاثنين مسؤوليتها عن إصابة إدريس ديبي، وهي الإصابة التي لقي حتفه على إثرها.

وكان ديبي، وهو ضابط سابق في الجيش اعتاد الانضمام للجنود على ساحات القتال بالزي العسكري، يتفقد القوات التي صدت تقدما للمتمردين في معارك شرسة مطلع الأسبوع عندما أصيب ثم توفي متأثرا فيما بعد بإصابته.

وأشار المتحدث باسم الجبهة إلى أن ديبي أصيب بطلقات نارية في قرية ميلي قرب مدينة نوكو التي تبعد أكثر من 300 كيلومتر شمالي إنجمينا التي نقل إليها حيث توفي بعد ذلك، في حين لم تعلق الرئاسة على الملابسات الدقيقة لمقتل ديبي.

ودعا سياسيون معارضون، قاطع الكثير منهم الانتخابات، أيضا إلى العودة للحكم المدني في البلاد، وقال زعماء أحزاب في بيان مشترك بعد اجتماع يوم الأربعاء إنهم يدينون “الانقلاب المؤسسي المفاجئ الذي قام به الجنرالات”.

وقال دينامو درام من الحزب الاشتراكي لرويترز “لا نرى أنفسنا جزءا من هذا الانتقال العسكري، موقفنا هو العودة للنظام الدستوري”.

ورفضت رابطة نقابات تشاد، الاتحاد العمالي الرئيسي في البلاد، استيلاء الجيش على السلطة ودعت لتنظيم إضراب عن العمل.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز