شتاء النازحين وليالي سوريا الباردة.. نوم بلا عشاء ومخيمات أغرقها المطر والطين (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر الأوضاع المعيشية المأساوية التي لا تنتهي للنازحين السوريين في مخيمات ريف إدلب الشمالي، ومعاناتهم المتفاقمة على خلفية موجة البرد القارس والمنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة.

واستضاف برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر نازحات سوريات برفقة أطفالهن تقطعت بهن السبل بعد غرق خيامهن وغياب العائل واستعارتهن خيامًا لتحميهن وأبناءهن من برد الشتاء.

وتسببت العواصف الممطرة التي ضربت مخيمات الشمال الغربي السوري في غرق مئات المخيمات وتشريد آلاف الأسر النازحة في الأساس بفعل أهوال الحرب.

وقالت (أم محمد) وهي واحدة من النازحات بأحد مخيمات ريف إدلب إنها تستضيف في خيمتها “6 نساء و11 طفلًا” غرقت خيامهم بفعل الأمطار ولم يجدوا مأوى لهم.

وسردت أم محمد للجزيرة مباشر ملامح من الأوضاع المعيشية الصعبة التي تضاعف معاناتهم.

وأضافت “هالنساء والأطفال ما لهم مكان. نحن ما إلنا غير الله. اشتكينا من هالظروف ما معنا ولا ليرة ولا زلمة (رجل)”.

وأشارت إلى أن النساء المقيمات معها في الخيمة “فقدوا أزواجهن” منذ سنوات ولا يوجد عائل للأسرة. وأوضحت أن النساء يخرجن للعمل في حقول الزيتون لتوفير قوت يوم أطفالهن.

وينام كل هؤلاء النازحين في خيمة واحدة وسط برد قارس وأمطار أغرقت الخيام وأهلكت جميع ملابسهم.

وفي السياق، قالت إحدى النازحات إن الأطفال فقدوا جميع ملابسهم بسبب الأمطار، مشيرة إلى أنهن يغسلن الملابس على أيديهن منذ 5 سنوات بشكل متواصل ويقمن بتجفيفها بأنفسهن لحماية أطفالهن من البرد.

وأضافت أن خيامهم الغارقة “هي بالأساس استعارة من مقيمين آخرين في المخيم” على خلفية حداثة وصولهم وأطفالهم إلى المخيم وعدم تسجيلهم بعد رسميًّا ضمن ساكنيه من أجل الحصول على خيام وسلال غذائية وغيرها من المساعدات.

ولفتت نازحة أخرى -وهي أم لأربعة أطفال- إلى سوء الأوضاع المادية وعدم قدرتها على شراء الطعام لأبنائها أو إدخالهم المدارس.

وقالت للجزيرة مباشر باكية “زوجي صار له 5 سنين مفقود ومعي 4 أولاد وما معشيتهم (وفرت لهم وجبة العشاء) اليوم رحت عالدكان ماديني (سمح بإعطائي الطعام ديْنا) والله اليوم ما تعشينا ما فيني أشتري وهم كمان بلا مدارس”.

وأضافت أن وضعها الحالي سيظل قائمًا حتى العام المقبل حيث حصلت وأطفالها على وعد بتسجيلهم رسميًّا في المخيم.

يشار إلى أن غالبية اللاجئين يستخدمون الأوراق وعبوات البلاستيك الفارغة لإيقاد النيران للتدفئة حتى لا يفتك بهم البرد.

ويناشد قاطنو مخيمات اللاجئين شمالي سوريا تقديم المساعدات لهم وتحسين ظروفهم المعيشية بعد غرق خيامهم جراء الأمطار الغزيرة خلال الأيام الماضية.

وحولت الأمطار مناطق المخيمات إلى برك طينية ومستنقعات في ظل وضع معيشي يفتقد للبنية التحتية الأساسية من طرقات ومياه وشبكات صرف صحي.

استغاثة عاجلة

وأطلقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس، نداءات استغاثة عاجلة لمساعدة نحو 3 آلاف و640 عائلة تضررت خيامها بسبب العواصف الممطرة في شمال غربي سوريا، وناشدت الدول والمنظمات العربية والدولية الإسراع في تقديم المساعدة.

وأوضحت الشبكة -في بيان- تفاصيل الكارثة التي تحاصر آلاف المدنيين في مخيمات شمال غربي سوريا.

وأشارت إلى أضرار جسيمة لحقت بمئات من مخيمات المنطقة بسبب السيول، بما في ذلك تمزق في الخيام أو انجرافها بشكل كامل، إضافة إلى فقدان النازحين مستلزمات معيشية أساسية أو تلفها كالملابس ومستلزمات النوم ومدخرات التدفئة والمواد الغذائية.

وأكدت الشبكة أن “النساء والأطفال والكهول هم الفئات الأكثر تأثرًا لأنها الأكثر هشاشة بين النازحين” لافتة إلى أن نقل الحوامل وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن من ذوي الأمراض المزمنة يشكّل “تحديًا إضافيًّا” ضمن عمليات إخلاء الخيام الغارقة بتلك المستنقعات.

وسجلت الشبكة تضرر نحو 400 مخيم، بإجمالي ما لا يقل عن 5 آلاف و163 خيمة متضررة بشكل جزئي أو كامل وتشريد قرابة 3 آلاف و642 أسرة.

المصدر : الجزيرة مباشر