مهمة جديدة للولايات المتحدة في سوريا بعد مقتل البغدادي

قوات أمريكية في شمال سوريا

بعد مقتل زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي، ورغم الانسحاب الأمريكي من سوريا مطلع الشهر الجاري، تقوم واشنطن بجهود حثيثة لحماية حقول نفط شرقي سوريا من الأكراد والنظام السوري وروسيا.

التفاصيل
  • وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، قال إن مهمة الحفاظ على حقول النفط ستوفر الدخل اللازم للأكراد -قوات سوريا الديمقراطية (قسد)- الذين تعتمد عليهم واشنطن في حراسة سجناء تنظيم الدولة، ومساعدة القوات الأمريكية في محاربة بقايا الجماعة، لا سيّما مع إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا.
  • في مؤتمر صحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أشاد إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، بالمهمة الناجحة التي نفذتها قوات العمليات الخاصة الأمريكية السبت الماضي، والتي انتهت بتفجير زعيم تنظيم الدولة “أبو بكر البغدادي” نفسه بسترة ناسفة.
  • وصف إسبر مقتل البغدادي بـ”الضربة المدمرة” للتنظيم، الذي فقد السيطرة على مساحة واسعة من الأراضي السورية والعراقية.
  • قال ميلي إن الولايات المتحدة تخلصت من رفات البغدادي “بشكل مناسب” ووفق قوانين النزاع المسلح، دون كشف مزيد من التفاصيل حول التعامل مع جثمان البغدادي، وأضاف أن كلبًا عسكريًا أمريكيا أصيب بجروح طفيفة فى الغارة، لكنه تعافى وعاد إلى العمل.
  • في تعليقه على التدخل التركي شمالي سوريا، قال ترمب الإثنين الماضي “لا نريد أن نكون شرطي هذه القضية”.

وكانت تركيا قد أطلقت عملية “نبع السلام” في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد حصولها على ضوء أمريكي أخضر تمثل في الانسحاب الأمريكي من المنطقة، وتهدف عملية نبع السلام إلى إنشاء “منطقة آمنة” بعمق 32 كيلومترًا في الأراضي السورية.
 

قوات أمريكية تحرس بئر للنفط في منطقة القامشلي شمال شرقي سوريا ـ أرشيف
  • ألمح إسبر إلى صعوبة الموقف رغم مقتل زعيم تنظيم الدولة، خصوصًا مع استغلال النظام السوري الدعم من روسيا وإيران، وأضاف: “لا يزال الوضع الأمني في سوريا معقدًا”.
  • لعل قدرًا كبيرًا من هذا التعقيد مبعثه انسحاب ترمب في السابع من أكتوبر/تشرين الجاري من مواقع على طول الحدود التركية السورية، ما ترتب عليه تنفيذ أردوغان لعملية “نبع السلام”، ونزوح مئات الآلاف من المنطقة.
  • على الرغم من انسحاب القوات الأمريكية، إلا أن ترمب يصر على تأمين قواته  في منطقة شرق سوريا المنتجة للنفط.
  • مؤخرًا، اقترح ترمب التعاقد مع شركة نفط أمريكية للبدء في إصلاح البنية التحتية النفطية السورية، وكانت الغارات الجوية الأمريكية المتكررة قد ألحقت أضرارًا جسيمة بمنشآت تخزين النفط ونقله ومعالجته وتكريره بدءًا من 2015.
  • قبل أسبوع، قال إسبر إن القوة الآلية ستعزز الوجود الأمريكي في منطقة النفط، وهذا يعني وجود قوة مجهزة بالدبابات، لكنه لم يقدم يوم الإثنين الماضي أي تفاصيل حول تشكيلة هذه القوة.
  • أشار إسبر إلى قوى “متعددة الدول” تتنافس للسيطرة على الأراضي والموارد السورية لا سيّما النفط.
  • قال إسبر إن المهمة العسكرية الأولى للولايات المتحدة ضمان “الهزيمة الدائمة” لتنظيم الدولة، ويدخل في هذا حرمان التنظيم من العائدات النفطية.
  • قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في كلمة القاها أمام شرطة شيكاغو “نحن نحتفظ بالنفط. لقد قلت ذلك دائمًا، نريد الاحتفاظ بالنفط، 45 مليون دولار في الشهر، وها نحن قد فعلناها، لقد حصلنا على النفط”.
  • في معرض رده على سؤال أحد المراسلين عما إذا كانت المهمة تشمل منع قوات الحكومة الروسية والسورية من دخول المنطقة النفطية شمال شرقي سوريا، قال إسبر: “الإجابة المختصرة هي نعم، على الأقل حاليًا، لأننا في هذه الحالة نريد التأكد من أن حصول قوات الأكراد السوريين -القوات الديمقراطية السورية (قسد)- على الموارد اللازمة لحراسة السجون وتسليح قواتها، حتى تساعدنا في هزيمة تنظيم الدولة (داعش)”.
  • استطرد إسبر قائلًا إنه لم ير أي إشارة تفيد تحدي النظام السوري أو روسيا لسيطرة الولايات المتحدة على حقول النفط. بينما ذكر مسؤول أمريكي، أمس الإثنين، أن المسؤولين الأمريكيين اكتشفوا في الأيام الأخيرة حشدًا كبيرًا للقوات السورية والروسية على الجانب الغربي من نهر الفرات بالقرب من دير الزور.
  • قال المسؤول -الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- إنه جرى الاتصال بالمسؤولين الروس هاتفيًا وحصلت واشنطن على ضمانات بعدم تحرك تلك القوات شرقًا.
  • كانت المنطقة قد شهدت مواجهات غير عادية مع القوات الأمريكية، منها معركة من جانب واحد في فبراير/شباط 2018، حيث أطلقت قوة مؤيدة لسوريا -يشتبه بأنهم مرتزقة روس – نيران مدفعيتها بالقرب من موقع عسكري أمريكي صغير.
  • بعد شهرين من تلك الحادثة، وفي شهادته أمام الكونغرس، روى وزير الدفاع -آنذاك- جيم ماتيس الحادثة، وأصدر الأوامر بالقضاء على القوة المهاجمة بعد نفي موسكو تبعية المهاجمين لقواتها.
  • أما المبعوث الخاص لإدارة ترمب إلى سوريا، جيم جيفري، فقد صرح الجمعة الماضية: “نحن قلقون بشأن تطورات الجنوب في دير الزور. لقد تحدثت إلى الروس، وأعتقد أن الوضع تحت السيطرة الآن”.
آليات عسكرية أمريكية قرب حقل نفط بدير الزور السورية ـ أرشيف
خلفيات
  • بعد طرد تنظيم الدولة من جنوب شرقي سوريا العام الماضي، سيطر الأكراد على حقول نفط دير الزور.
  • جرت اتفاقات بين الأكراد والنظام السوري، تشتري دمشق بموجبه الفائض رغم الخلافات السياسية من خلال وسطاء تهريب.
  • يبيع الأكراد النفط الخام لمصافي التكرير الخاصة، الذين يستخدمون مصافٍ بدائية محلية الصنع لمعالجة الوقود والديزل وبيعه مرة أخرى إلى الأكراد.
  • كان من المحتمل أن يكون النفط ورقة مساومة رابحة في أيدي الأكراد، للتفاوض على صفقة ما مع النظام السوري، الذي باءت محاولات وصوله لحقول النفط بالفشل. مع قول ترمب إنه يخطط لتأمين النفط، يبدو أن النفط سيظل ورقة ضغط قوية للتفاوض مع موسكو ودمشق، لكنه لم يعد في قبضة الأكراد، بل بين فكي واشنطن.
المصدر : أسوشيتد برس