كيف ستغير استقالة جون بولتون مسار السياسة الخارجية الأمريكية؟

مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون (خلف) ترمب، حيث كان يدفع بقوة إلى توجيه ضربة عسكرية لإيران

نشرت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية مقالا تناول التغييرات التي قد تشهدها السياسات الخارجية للبيت الأبيض في التعامل مع الصراعات السياسية الدولية، بعد إقالة ترمب لمستشار الأمن القومي.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في 10 من سبتمبر/أيلول، في تغريدة له على تويتر إقالة مستشار الأمن القومي جون بولتون، مرجعاً قراره إلى “معارضته الشديدة” هو والعديد من أعضاء إدارته، لاقتراحات بولتن.

وأثارت إقالة بولتون العديد من التساؤلات حول عدة مسائل تتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية، والتي اتسمت بعدم وجود سياسة موحدة للتعامل معها، وتسببها بخلافات عديدة بين أعضاء إدارة ترمب.

بحسب المقال أتى قرار إنهاء خدمات بولتون، في الوقت الذي يحاول فيه ترمب جاهداً التخلص من العديد من المسائل المُلهية سياسياً، إضافةً إلى رغبته في تجنب الدخول في أي مواجهة عسكرية كانت، وتحقيق بعض المكاسب في سياسته الخارجية قبيل بدء الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وفيما يلي أبرز تداعيات استقالة بولتون الجيوسياسة بحسب المقال:

إيران
  • رحيل بولتون قد يجعل موقف ترمب اتجاه إيران أكثر ليونةً من ذي قبل، فقد كان بولتون المسؤول الأكبر عن انتهاج الإدارة الأمريكية لسياسة متشددة مع إيران.
  • يعتبر بولتون من أكبر المؤيديين لتغيير النظام الإيراني، ولانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني، كما أنه قام سابقا بصياغة حملة الضغوطات القصوى التي تطبقها الولايات المتحدة حاليا على إيران.
  • انتهاج بولتون لهذه السياسات مع إيران، قد يؤدي إلى إحياء شبح الدخول في صراع آخر مكلف في الشرق الأوسط، وهو السيناريو الذي يرغب ترمب في تجنبه تماماً.
  • قد تتمثل سياسة إرخاء الحبل لترمب مع إيران، في إظهار استعداد لتقديم بعض التنازلات الخاصة بمسألة النفط الإيراني، وذلك حتى تستطيع فرنسا المضي قدماً في خطتها لتأمين خط ائتماني لإيران مقابل تخفيف هذه الأخيرة لحدة التوترات النووية والعسكرية في المنطقة.
  • عدم تراجع ترمب عن سياساته المتشددة مع إيران، قد يجعل هذه الأخيرة تنتهج سياسة أكثر عدوانية مع الولايات المتحدة الأمريكية لكسر جمود موقف الرئيس الأمريكي، خصوصاُ إذا كانت إقالة ترمب لبولتون قد أعطت لإيران ثقة مبنية على معرفة هذه الأخيرة بعدم رغبة الرئيس الأمريكي في الدخول في صراع جديد معها.
أفغانستان 
  • كان بولتون قد عارض سابقاً جهود وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، للتفاوض على عملية سلام مع طالبان.
  • كان بومبيو قد قدم مخططا مبدئيا لسحب خمسة ألاف جندي أمريكي من أفغانستان مقابل التزام طالبان بمكافحة الإرهاب عن طريق محاربة تنظيمي القاعدة والدولة.
  • أوقف ترمب في السابع من سبتمبر/أيلول الحالي المحادثات التي أجرتها إدارته على مدار سنة كاملة مع طالبان، وألغى قمة سرية كان من المفترض أن يعقدها في كامب ديفيد للاجتماع بشكل منفصل مع كل من طالبان والرئيس الأفغاني أشرف غني.
  • مع ذلك فإن ترمب لم يلغ تماماً خيار انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، فهو يدرك جيداً أن الوصول إلى تسوية سياسية يعد الخيار الأمثل لإنهاء الصراع هناك.
  • غياب بولتون عن الإدارة الأمريكية الآن قد يدفع الرئيس الأمريكي إلى إعادة إحياء خطة السلام التي قام بصياغتها بومبيو، ليسجل من خلالها مكسبا آخر في سياسته الخارجية، وهو ما سيساعده في حملته الانتخابية لعام 2020. 
    مسؤولون من حركة طالبان والولايات المتحدة أثناء جلسة محادثات في العاصمة القطرية الدوحة

كوريا الشمالية  
  • لطالما كان بولتون معارضاً قوياً داخل أروقة البيت الأبيض، للوصول إلى اتفاق تسوية مع كوريا الشمالية.
  • على الرغم من تهميش الإدارة الأمريكية لدوره خلال محاولتها للتواصل مع كوريا الشمالية، إلا أن بولتون ساهم في فشل قمة الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، التي عُقدت في فبراير/شباط الماضي في العاصمة الفيتنامية، هانوي.
  • إقالة بولتون قد تبعث برسالة قوية إلى قيادة كوريا الشمالية قبل الدخول في الاجتماعات الثنائية المحتمل انعقادها في أواخر شهر سبتمبر/أيلول الحالي.
  • قد لا تستسيغ الولايات المتحدة الأمريكية عقد أي صفقة مؤقتة مع كوريا الشمالية، نظراً إلى عدم رغبة هذه الأخيرة في تقديم تنازلات كثيرة خلال هذه المفاوضات. إلّا ان رغبة الطرفين في تجنب أي نوع من أنواع المواجهة قد يدفعهما إلى التوصل إلى اتفاق معين.
فنزويلا
  • تسبب فشل الانقلاب العسكري الذي قام به رئيس المعارضة الفنزويلي خوان غوايدو، بتقليص حجم تأثير بولتن على سياسة أمريكا الخارجية مع فنزويلا.
  • من المرجح أن تواصل الولايات المتحدة الاعتماد على اتباع سياسة الضغط على فنزويلا عن طريق فرض عقوبات عليها كبديل للخيار العسكري الذي كان يدعمه بولتون وبقوة. خصوصاً وأن مسألة فنزويلا لا تقع، حالياً، في سلم أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
 تحديد الأسلحة
  • كان بولتون من أشد المعارضين في إدارة ترمب لعملية تحديد السلاح، حيث لعب بولتون دوراً أساسياً في الانسحاب السريع للولايات المتحدة من معاهدة إزالة القذائف النووية المتوسطة المدى لعام 1987، كما أنه قاد معارضة تجديد معاهدة ستارت الجديدة.
  • إقالة بولتون من منصبه قد تؤدي إلى تخفيف حدّة الأصوات المعارضة في البيت الأبيض لتجديد معاهدة ستارت الجديدة، والعمل على مسألة تحديد الأسلحة بسهولة أكثر.
  • الانسحاب الأمريكي من معاهدة إزالة القذائف النووية المتوسطة المدى، جاء بهدف التنافس بفعالية أكبر مع تطوير الصين للصواريخ الأرضية المتوسطة والبعيدة المدى.
  • من المرجح أن تبقى محادثات معاهدة ستارت الجديدة راكدة إلى أن تخفف الولايات المتحدة من إلحاحها فيما يخص تضمين الصين وروسيا في كل معاهدات تحديد الأسلحة الجديدة.
المصدر : الجزيرة مباشر + ناشونال إنترست