نكتُبُ بالأقلامِ فَيَردّونَ بالبنادق.. يحدث في العراق!

أطوار بهجت

 

يُقال بأنَّ “للإنسانِ نَصيبٌ مِنْ اسمهِ!..”

لقد سُميَّ العِراقيون بالسومريين نِسبة لأرضِ سومر حيثُ أنطلق أول حرف للكتابةِ هُناك.

وعلى ما يبدو شاءت الأقدار ليكون للسومريين نصيب من التَسميةِ، فاستشهد الأحرار بسبب الكلمة.

هي الكلمة، حيث راح ضحيتها العديد من الكُتّاب والصحفيين والباحثين والوطنيين.

هي الكلمة، التي أرعبت المستعمرين وزلزلت قصور المتسلطين هي الكلمة التي سبَبَت عُقدًا للسياسيين.

أتسائلُ، لماذا العلاقةُ عكسية بين الكلمةِ والسلطة؟

هل يا تُرى لأن أصحاب الكراسي يرون دم الشهداء حبرًا للأقلام فيرتعبون فيقتلون مَن يكتبون أسوةً بإخوانهم؟ أم إنهم مدركون بأن الكلمة لها القدرة على تغيير العالم؟

أطوار بهجت

فهي الكلمة، وهذا الكون كله قائم على كلمة، الذات كلمة، الوطن كلمة، تشرين كلمة، الدعشنة كلمة، السياسة كلمة، الشرف كلمة، الصدق كلمة، الحرية كلمة، السعادة كلمة، الموت كلمة، المصير كلمة، الثقة كلمة، الإنسان كلمة، وكلمة الله هي العُليا..

نحن العراقيون جدًا، نكبر بسرعةٍ لأننا لا نعيش الطفولة والمراهقة، نحن ننضج فورًا لنثور.. فأنا لا أتذكر الكثير من طفولتي لكني لن أنسى عندما كنت في التاسعةِ من عمري حيث الحُلم كان برعمًا، رآني جدي أكتب الدرس فشجعني قائلًا “بوركتِ، عسى وأن تكوني يومًا مثل أطوار بهجت”، فسألته بفضولِ طفلةٍ مَن هي أطوار؟ قص على قصتها وختمها (رحمها الله).

فسألت مرة أخرى بالفضول نفسه، ولماذا قُتِلت؟ أجابني لأن بيدها قلمًا..

مرت السنوات وصرت أشهد موت مَن يكتب الحقيقة، وكَبِرتُ وكَبر معي السؤال: لماذا عندما نكتبُ بالأقلامِ يردّونَ بالبنادقِ؟

ففي العراق ما بين تعلم حروف الكلمة وكتابة الكلمة احتضار

وهذا ما يجعلك عندما تُقرر أن تتكلم بالحق وتكتب بصدق وتعتز بشرفك وعروبتك وتوظف لغتك لأعانتك للنداءِ بالحرية

يعني أن تكون مستعدًا للتضحية بكل شيءٍ، ففي البلاد أنواعٌ من الوحوشِ والأسلحة التي تُعد ولا تحصى، وفي يدِكَ فقط القلم..