هم ليسوا انتحاريين..!!

أطفال غزة ضحايا العدوان

من الإنجازات المميزة في غزة؛ أن يأخذ الأهالي بأيدي أطفالهم؛ ليُسجلوهم في مخيمات “طلائع التحرير” و”سيف القدس” الصيفية التي تقيمها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

هذه المخيمات تزيد من وطنيةِ الطفل الفلسطيني، تُقوي إيمانه بعدالةِ قضيته، وتُغذي فيه الثأر على من قتلَ أبيه، وشردَ جده عام ثمانية وأربعين، بل تدحضُ مقولة “غولدا مائير” الكبار يموتون والصغار ينسون!!

أكتبُ تدوينتي هذه وأنا أرى حجم التحريض الإسرائيلي على هذه المخيمات الصيفية، كأن يقول أفيخاي أدرعي الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حماس – التي يدعي بأنها إرهابية – تحرمُ أطفال غزة المحاصرة منذ نحو خمسة عشر عامًا حقوقهم في تنمية مواهبهم؛ إذ توجههم عبر “طلائع التحرير” نحو ما يُسميه “العنف” و”التحريض” و”الكراهية” و”الإرهاب”..

إنّ تغني أدرعي وغيره من المحتلين الغاصبين بالإنسانية، هو تغني أحمق ومبتور، فلا يغيبُ عن بالي وذهني وأنا من أشد المتحمسين لمخيمات حماس أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قتلَ طفولتي، بينما كنتُ في طريق عودتي من المدرسة إلى البيت، بعد أن تعمدّ قنص رأسي، مستهدفًا بذلك تحصيلي العلمي ونبوغي الفطري، بل وموهبتي في الغناء والمسرح وإلقاء الشعر، إذ لم يمضِ وقت على صعودي لخشبةِ مسرح مدرسة الزيتون الابتدائية لأغني مع زميلاتي “الدنيا ربيع والجو بديع” ولأغني أيضًا “البنات البنات ألطف الكائنات” حتى رصدَ براءتي وموهبتي بقنصه لرأسي، هذا جيش الاحتلال الإسرائيلي هو ذاته الجيش والاحتلال الذي يتهم حماس بالإرهاب وبأنها تُوجه أطفال غزة نحو ما يُسميه “بالعنف”..

إنني كطفلة منقوصة برصاصة جيش الاحتلال الإسرائيلي وقبل أن أكون إعلامية؛ أفتخر بما يُسمى “بعنف وإرهاب المقاومة” وليُسعدني أن يتم توجيه أطفال غزة الذين يُقتلون دون ذنب، وقبل أن يُشاركوا في مخيمات حماس الصيفية إلى كل البرامج التي من شأنها أن تزرع في نفوسهم الثأر ممن قتلَ أحلامهم ومستقبلهم وطفولتهم…

فأطفال غزة انتحاريون وفق إنسانية – أفيخاي أدرعي-  المزيفة ومن واجبنا نحن بصفتنإعلاميين أن نوضح صورة أطفال غزة الذين هم ضحايا

حال الاحتلال الإسرائيلي وهو يُجسد الإنسانية المزيفة ويدعي حرصه على طفولة أطفال غزة يقول “ضربني وبكى وسبقني اشتكى” من هنا كان واجب على وسائل الإعلام بكل أشكالها وأنواعها أن تسأل كل من يُفكر بتنفيذ هجوم ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي سيجد الجواب” الانتصار للطفولة الفلسطينية المعذبَة” الانتصار للرضيعة إيمان حجو ولمحمد الدرة وغيرهم ممن قُتلوا وجُرحوا دون أن يُفكروا بمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي!!

لا يجب أن يتم تسويق الضحية على أنها “انتحارية” أو على أنها تُفضل القتلَ والموت دون مبرر أو مسوغ، ثمة ضحايا لجأوا إلى قرار الاستشهاد وقتال الاحتلال الإسرائيلي رفضًا للظلم الواقع عليهم لاسيما في ظل استهداف منازلهم وقتل آبائهم، وحرب الإبادة الجماعية التي ينتهجها جيش الاحتلال الإسرائيلي، هذه الحرب التي تستمرُ وتتجدد في كل عدوان يُشن ضد قطاع غزة بسبب صمت المجتمع الدولي وازدواجية معاييره بشأن تصنيف الضحايا..!!

لا أحد يُفكرُ في الثأرِ دون مسوغ، ولا طفل في غزة المكلومة والعصية على الكسر يُشارك في مخيمات طلائع التحرير رفضاً منه لحقه في الريادة وتنمية مواهبه وإبداعه بل يُشارك مقتنعًا أن في رقبته ديْن الثأر لدماء أبيه ولبيته المدمر ولحق أسرته في العودة إلى فلسطين التاريخية من رأس الناقورة حتى رفح..

مخيماتٌ ستنمو رغم الهجوم الإسرائيلي عليها، على طريق تحرير الأرض والإنسان والمقدسات، وعلى طريق أن يُصلي الفلسطينيون أجمعون ومعهم أحرار العالم في المسجد الأقصى المبارك فاتحين منصورين محررين غير خزايا ولا محرومين بإذن الله..

فأطفال غزة انتحاريين وفق إنسانية _أفيخاي أدرعي_ المزيفة ومن واجبنا نحن كإعلاميين أن نوضح صورة أطفال غزة الذين هم ضحايا اختاروا مثل هذه المخيمات ليُحرروا وطنهم السليب بعد أن تكالب عليهم الجميع وتُركوا وحدهم يواجهون آلة القتل والدمار الإسرائيلية