فهل من يروجون لهذا الشذوذ في القول والرأي -حتى لو كان يُسمى بحثاً علمياً- تجد على موائدهم أطباقاً من أرجل الدجاج، وصواني من لحوم الحمير والكلاب؟ أم إنهم يقولون ما لا يفعلون، ويتحدثون بما لا يعملون؟

كاتب وصحفي مصري، وعضو نقابة الصحفيين المصريين، وكاتب بالعديد من الصحف والمواقع الإلكترونية، وشغل موقع مدير تحرير جريدة "الأحرار" المصرية.
فهل من يروجون لهذا الشذوذ في القول والرأي -حتى لو كان يُسمى بحثاً علمياً- تجد على موائدهم أطباقاً من أرجل الدجاج، وصواني من لحوم الحمير والكلاب؟ أم إنهم يقولون ما لا يفعلون، ويتحدثون بما لا يعملون؟
والحجاب ليس رسالة ووظيفة تيارات دينية، ولا هى من اكتشفته ودعت إليه، ومن يربط بين الحجاب أو الاحتشام وبين تنظيمات وأطياف دينية حركية فإنه قصير النظر ضيق الأفق.
عاش الناس مستقرين- ولو بالقليل دون إرهاق- في ظل 5 حروب وأوضاع شديدة الصعوبة مرت عليهم خلال 6 عقود، فلم تنقص السلع، ولم يشتكوا، والفقير كان يجد طعامه دون يأس، فكيف نصل اليوم إلى هذا الدرك؟!
الكوبري، وهو نائم على الطريق، يبدو جسمه المعدني سليماً، دون تهشمات، أو انفصال أجزاء منه وتناثرها في المكان، وهو بهذه الحالة كما لو كان تم إنزاله من مكانه المرتفع بواسطة أوناش حتى يجلس على الأرض.
في محل الدجاج لم أجد زبائن بنفس الكثرة كما كان في السابق، وكذلك عند الجزار وبائع الأسماك والمجمدات والحبوب والبقوليات، ومحال الخضراوات والفاكهة والألبان ومنتجاتها وغيرها من ضروريات المعيشة.
في الكوارث تظهر قصص إنسانية تمزق نياط القلب، وما لم يكن الإنسان مؤمنًا حقًّا فإن عقله قد ينحرف في التفكير وطرح الأسئلة الشائكة، كأن نقول مثلًا: ما ذنب أطفال يختارهم اليُتم مبكرًا، ويتعرضون لرعب مهول؟
وإذا كانت ذكرى يناير تحل علينا، فإنه يكفي أن تتلفت حولك لتجد أن شعاراتها وأهدافها تتبدل، حتى شعارها الأول وهو العيش بمعناه الأوسع في العدالة الاجتماعية الشاملة، أو بمعناه المباشر في الطعام والشراب.
وما لم يكن هناك نظام ديمقراطي في بريطانيا لم نكن نُذهل بهذا التتابع السحري في التغيير ليأتي صاحب الخطة الأكثر ملائمة لعلاج الأزمات الطارئة.
أنا، مثل مائة مليون مواطن، أتلهف على رسائل الطمأنة الرسمية، بل أدعو إلى ضرورة الشفافية المطلقة والصراحة التامة والوضوح الكامل في الحديث عن طبيعة الوضع العام.
المواطن السياسي يسبق عندي المواطن الاقتصادي، الأول يعني الحرية، والثاني يعني الخبز، وهو توصيف مجازي، والمعنى أن الحرية هى المدخل للخبز وليس العكس.